برغم وعثاء السفر، ومغامرة مغادرة الأراضي الفلسطينية، اخترق الكتاب الفلسطيني كل الحواجز المادية والنفسية ليعانق الشغوفين بالأدب الفلسطيني بالدار البيضاء برواق دولة فلسطين المقام في إطار فقرات الدورة ال`17 للمعرض الدولي للنشر والكتاب. جناح فلسطين بالمعرض يجاور رواق بيت مال القدس الشريف، في إشارة رمزية جميلة. صوت فيروز ينبعث من الأرجاء وهي تصدح "يا قدس" . صور قبة الصخرة وباب الرحمة والمسجد الأقصى تزين الفضاء. بورتريه لمحمود درويش معلق بالحائط وهو من إنجاز وزارة الثقافة الفرنسية مكتوب عليه بيت لمحمود " أمي تضيء نجوم كنعان الأخيرة، حول مرآتي، وترمي، في قصيدتي الأخيرة شالها". يزخر الرواق بمؤلفات الرموز الثقافية الفلسطينية التي أسست للوعي الفلسطيني والعربي الجمعي، محمود درويش ، سميح القاسم، خاصة بديوانه الأخير"كتاب القدس" ، وإميل حبيبي، ويوسف عبد العزيز وطارق الكرمي... عناوين لا بد أن يتوقف عندها القارئ .."المتشائل" ، "أنطولوجية محمود درويش " ، "وطن في المخيم"، "ديوان النص ..ويليه قصائد ملتبسة" "دفاتر الغيم " ، و"نشيد الحجر" هذا فضلا عن روايات ومؤلفات تتمحور جلها حول فلسطين. مثل فلسطين في دورة هذه السنة من المعرض الدولي للنشر والكتاب ، بالإضافة إلى وزارة الثقافة، دارين للنشر هما "مكتبة كل شيء للنشر والتوزيع" و " شركة وكالة أبو غوش للنشر". "الشعب الفلسطيني شعب جبار يتحدى كل أشكال القمع. يبدع الحياة ، فبالإبداع يتحدى هذا الشعب الأعزل آلة القمع ، ولهذا نحن مصرون على الحضور في كل التظاهرات الثقافية ، خاصة المنظمة بالعالم العربي والإسلامي" يقول السيد خالد غفري (من رام الله) أحد المشرفين على الرواق لوكالة المغرب العربي للأنباء . وقد أصرت وزارة الثقافة في الفترة الأخيرة على أن تهتم الإصدارات، التي تشرف عليها، بكل الجوانب التي تتعلق بالقدس الشريف. يمد يده إلى رف من الرفوف. نموذج حي. كتاب " طلع النرجس والحنون: أزهار مطرزة من ربيع فلسطين "، أصدر بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية. يرصد المؤلف موطن هذه الأزهار في فلسطين. كما يوضح استلهام المرأة الفلسطينية لهذه الزهور في مشغلها اليدوي .. زرابي وغيرها ..، إنها إرادة الحياة . وبحماسة كبيرة ، يشير وائل مناصرة، مدير بوزارة الثقافة وصحفي بجريدة "الأيام" ، إلى مؤلفات " الكتابة نكهة الموت" و "قالت لنا فلسطين" وموسوعة " الرواد المقدسيون في الحياة الفكرية والأدبية في فلسطين " ومحمود درويش ..سنكون يوما ما نريد" ، والرواية في الضفة وقطاع غزة". فالنضال من أجل فلسطين ليس فقط بالبندقية والحجارة .. يقول وائل ، بل هو بالشعر والأدب والمحافظة على التراث وهوية فلسطين العربية والإسلامية بل والإنساني وبالتالي فإن الثقافة وقاية وحماية أمام المشروع الصهيوني الغاشم الرامي إلى تهويد فلسطين واقتلاع زيتونها وأزهارها ، إلا أن فلسطين ولادة .. وسجل وائل غياب المثقفين الفلسطينيين عن فعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر، وضعف نسبي في الإقبال على اقتناء الكتاب مقارنة مع السنة الماضية، داعيا في الوقت ذاته الزوار إلى اكتشاف فلسطين، من خلال الكتاب ثمرة إبداع الإنسان الفلسطيني، لمقاومة النسيان أولا ولتمجيد الذاكرة ، ذاكرتنا جميعا،ثانيا، يخلص المسؤول الفلسطيني.