قال الكاتب الإسباني،الذي يقيم في المغرب منذ 1997 ، خوان غويتصولو،إن الحداثة الشعرية بدأت فعليا مع قصيدة "الخمرية" للشاعر العباسي المتصوف عمر ابن الفارض. وأوضح الكاتب الإسباني، خلال لقاء له مساء أمس الثلاثاء بالدار البيضاء مع مترجمته ألين شولمان نظمه معهد ثيرفانتيس ضمن برنامجه بالمعرض الدولي للنشر والكتاب (11 -20 فبراير الجاري)،أنه يلاحظ عند الجمع بين قصائد ابن الفارض والشاعر الإسباني سان خوان دي لاكروث، التشابه الكبير بينهما،"حتى يمكن القول إنها نصوص شاعر واحد" ، معتبرا أن سان لاكروث لم يكن على علم بنصوص ابن الفارض. وقال غويتصولو،إن نصوص ابن الفارض وسان دي لا كروث تعد فعليا بمثابة "نص واحد بلغة واحدة..لغة الشعر"،مضيفا أنه يشعر بالحميمية اتجاه نصوص ابن الفارض ولاكروث بالرغم من مرجعياتهما المختلفة. ومن جهة أخرى، وفي معرض حديثه عن الترجمة،وصف غويتصولو بعض الترجمات التي أنجزت لنصوص الشاعر العربي الراحل محمود درويش ب"الكارثية"، خاصة منها التي ترجمت إلى الإسبانية. ويرى الكاتب الاسباني أن الأمر ينطبق أيضا على بعض ترجمات نصوص الشاعر أدونيس. وأضاف خوان غويتصولو أن الممارس لفعل الترجمة لا بد أن يتوفر على"روح شعرية"، مشيدا في هذا السياق ببعض الترجمات التي أنجزت لمؤلفاته،خاصة منها تلك التي قام بها إبراهيم الخطيب (المغرب) وكاظم جهاد (العراق). يشار إلى أن كاظم جهاد كان من أول المترجمين لخوان غويتصولو، إذ ترجم "يوميات فلسطينية" و"رحلات إلى الشرق" ثم "في الاستشراق الإسباني" ، و"على وتيرة النوارس". كما ترجم المغربي إبراهيم الخطيب لغويتصولو مؤلفاته "ألف ليلة من دون ليلة واحدة" و "الأربعينية" و"أسابيع الحديقة" و "حصار الحضارات". ومن جهتها، قالت ألين شولمان، التي ترجمت عددا مهما من كتب وروايات غويتصولو، إن المترجم يكون محظوظا إذا كان المؤلف الذي يقوم بترجمة كاتب لا يزال على قيد الحياة. وأشارت إلى أنها تعلمت من غويتصولو،الذي تربطها به علاقات فكرية فريدة،إلى أن الترجمة هي احترام للكاتب والقارئ معا،وهذا الاحترام" يمنح النص المترجم توازنا مقبولا"، مضيفة أن المترجم عندما يوقع عقدا مع الناشر فإنه يوقع بطريقة غير مباشرة، وملتبسة أحيانا، مع القارئ. يذكر أن خوان غويتصوو ولد ببرشلونة عام 1931، واختار فرنسا عام 1956، كمنفى اختياري، وعمل مستشارا أدبيا لدى إحدى دور النشر الباريسية وعمل في الفترة من 1969 الى 1975، أستاذا للأدب بجامعات أمريكية، قبل أن يختار الاستقرار نهائيا في مدينة مراكش . كما منحه اتحاد كتاب المغرب العضوية الشرفية،ومنحته اليونسكو شرف كتابة نص إعلان اعتبار ساحة جامع الفنا ضمن التراث الإنساني. يشار إلى أن عمر ابن الفارض (576 - 632 ه ) كان من كبار شعراء التصوف في العصر العباسي وعرف بالخصوص بقصيدة "الخمرية" التي مدح فيها الحضرة المحمدية.