انطلقت أمس الاثنين بمداغ (20 كلم عن بركان) النسخة الخامسة للملتقى العالمي للتصوف تحت شعار " الأبعاد الاخلاقية للتصوف : نحو حضارة للقيم". وأبرز مدير الملتقى السيد منير القادري البودشيش في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى الذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية ،أهمية التربية الصوفية المرتكزة على السمو الأخلاقي، حيث تفتح للقلب آفاق التزكية والرقي في مدارج المعرفة والسلوك . وأوضح أن التربية الروحية بهذه الخصائص والمرتكزات من شأنها ضمان تربية واقية من الأزمة الحضارية التي تعاني منها الإنسانية وقادرة على تحقيق الأمن الروحي الذي يمكن من تبديد وتلاشي الصراع الحضاري المفتعل وكفيلة أيضا بتصحيح الاختلالات وتحقيق التوازن النفسي والتكامل العقلي والقلبي والتوافق المادي والروحي للانسان. وأضاف أن التصوف صار منظومة قيمية متكاملة تخترق أسوار المكان، ولايحدها زمان لأنها نابعة من القرآن والسنة واجتهادات رجالات التربية والأخلاق، "فكان التصوف بحق علما قائم الذات ، وكسبا اجتهاديا منفتحا على التجديد والإبداع" ، ليشمل بالتالي كل مناحي الحياة ومجالاتها ليسهم بقوة في تأهيل إصلاحي مجتمعي هادف وبناء،وتيسير سبل الحوار الحضاري الإنساني بتمتين أواصر التواصل وتقوية وشائج المحبة والتعاون. وأكد أن تنامي ثقافة الاستهلاك ، والتسابق الشرس على الثروات، في غفلة عن آثار ذلك على الطبيعة والإنسان، قد أدى إلى تكريس النزعات الأنانية والفردانية، وهيمنة كل مظاهر القلق والاكتئاب ، مما أثر بالتالي على مقومات التماسك الأسري، والتعاون والتشارك المجتمعي، والتعارف الحضاري بين الشعوب. وسيسلط المشاركون في هذا الملتقى الذي يعرف مشاركة أساتذة وباحثين من سائر بلدان العالم، الضوء على عدد من المحاور تهم على الخصوص " مكارم الاخلاق في الكتاب والسنة " و" التربية الصوفية من خلال الكتاب و السنة " و "المضامين الأخلاقية للتصوف : تجلياتها ومراتبها".