كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل أول أمس الثلاثاء حينما تجمع مئات من أعضاء الوفد المغربي المشارك في الدورة ال11 للمنتدى الاجتماعي العالمي الملتئم بدكار أمام شاشة كبيرة لمشاهدة الشريط الوثاقي "المسيرة الخضراء : عودة الفروع إلى الجذور"، الذي حرك مشاعر الوطنية الصادقة في نفوس كل الحاضرين. ومن هؤلاء الحضور من لم يتمالك نفسه فأذرف الدمع حبا لهذا الوطن، ومنهم من سرح بخياله في شريط الذكريات وهو يسمع صوت المغفور له الملك الحسن الثاني مرددا " غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء غدا إن شاء الله ستطأون طرفا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون ثرى من وطنكم العزيز". واستطاع الشريط (52 دقيقة)، وهو من إخراج الشاب حسن البوحاروتي، مراسل القناة الثانية (دوزيم) ببلجيكا والذي عرض على هامش هذا المنتدى الذي تتواصل أشغاله إلى غاية 11 فبراير الجاري، أن يقدم تفاصيل مهمة ودقيقة عن مسيرة أبهر المغاربة بها العالم سنة 1975 رغم الإمكانات المتواضعة آنذاك. وعبر العديد ممن شاهدوا الشريط، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن اعتزازهم بمغربيتهم واستعداداهم الدائم للدفاع عن حوزة الوطن في كل المحافل والملتقيات الدولية، مبرزين أن مشاركتهم المكثفة والقوية في أشغال هذا الحدث الدولي إلا دليل واضح على عزمهم الأكيد للتعريف بعدالة القضية الوطنية. كما أبرزوا أن المقترح المغربي الرامي إلى منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا يظل الحل الأفضل لفض نزاع مفتعل من قبل خصوم يزعجهم نجاح المغرب سواء في مسيرته الخضراء أو مسيرة التنمية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس. وأكدوا أن عملا توثيقيا من هذا القبيل بإمكانه أن يطلع جيل اليوم، ممن لم يكتب لهم المشاركة في المسيرة الخضراء، على تاريخ آبائهم وأجدادهم ومدى استعدادهم للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل الوطن.