يحتضن "ملعب فرنسا" بباريس، مساء يوم غد الأربعاء، مباراة ودية تجمع المنتخب الفرنسي بنظيره البرازيلي، الذي سيدخل اللقاء وهو يمني النفس بفوز على منتخب "الديكة" لم يحققه منذ 19 سنة خلت، سواء وديا أو رسميا. وتعد هذه المباراة الودية الخامسة للمنتخب البرازيلي تحت قيادة مدربه الجديد، مانو مينيزيس، بعد مواجهة كل من منتخبات الولاياتالمتحدةالأمريكية وإيران وأوكرانيا والأرجنتين. وإذا كانت البرازيل حققت الفوز في اللقاءات الثلاثة الأولى في عهد مينيزيس، فإن الصحافة الرياضية المحلية دقت ناقوس الخطر بعد أن سقط المنتخب البرازيلي في أول محك حقيقي أمام نظيره الأرجنتيني، غريمه التقليدي أو "الأشقاء" كما يسمونهم البرازيليون، في لقاء نونبر الماضي بالدوحة، حينما وضع ميسي حدا لسلسلة انتصارات السيليساو بهدف نظيف. ويدرك مينيزيس، أكثر من غيره، أهمية المباراة، وهو الذي يحمل على عاتقه مشروع إعداد منتخب برازيلي قادر على الظفر بلقب مونديال 2014 الذي ستحتضنه البرازيل، وتجنيب البلاد والعباد نكسة "ماراكاناصو" ثاني، بعد أن عاشت الأول سنة 1950 حينما خسرت نهاية أول دورة استضافتها، بملعب ماراكانا الشهير بريو دي جنيرو أمام منتخب الأوروغواي. * مينيزيس.. ثمانية أشهر في "حقل التجارب" ويبدو أن مينيزيس، وبعد ثمانية أشهر من تولي زمام المنتخب البرازيلي، لم يخرج بعد من "حقل التجارب" ويواصل البحث عن وصفة سحرية لمجموعته يعيد بها الثقة للجمهور البرازيلي بعد أن خاب أمل الأخير في نيل لقب مونديال الصيف الماضي بجنوب إفريقيا، ويضمن نجاعتها ذات صيف من سنة 2014. فالتشكيلات التي أعلنها مينيزيس لخوض كل مبارياته الودية لم تستقر على حال وكان هو وحده القاسم المشترك بينها، حيث اعتمد في بعضها على لاعبين محليين وفي أخرى على نجوم البرازيل في الملاعب الأروبية وزاوج بين الإثنين في أخرى، فضلا عن اختبار لاعبين مختلفين، محليين أو دوليين، في كل مواقع المستطيل الأخضر، من حراسة المرمى، ومرورا بالدفاع ووسط الميدان، ووصولا إلى الهجوم. (يتبع) ولم يكتف مينيزيس، في رحلة البحث عن منتخب قار يمكن التمييز فيه بين الأساسيين والبدلاء، باستدعاء لاعبين جدد التحقوا بمنتخب السيليساو لأول مرة، بل لم يجد بدا من "اختبار" عناصر ساهمت في نكسة مونديال جنوب إفريقيا بالخروج من دور الربع على يد المنتخب الهولندي، مثل رونالدينيو وجوليو سيزار وراميريز، أو ممن لم يحضوا بثقة سلفه دونغا، مثل رونالدينيو وباتو. * سجل مواجهات الفريقين "ينزع" صفة الودية عن اللقاء بعض وسائل الإعلام البرازيلية نزعت عن اللقاء صفة الودية بعد أن رأت أنه لا يحمل منها غير الإسم، كونه يجري على أرضية ملعب شهد اندحار السليساو أما أصدقاء زيدان في نهاية مونديال 1998 بثلاثية نظيفة، وهو ما يغذي رغبة مجموعة مينيزيس ومعها الجمهور البرازيلي في "الثأر" حيث كان الاندحار. وليست ذكرى مونديال 1998 وحدها ترفع عن اللقاء صفة الودية، فالمنتخب البرازيلي يسعى أيضا إلى "تصفية حساباته" مع المنتخب الفرنسي الذي كان وراء خروجه من ربع نهايتي مونديال ميكسيكو 1986 وألمانيا 2006، وإن كانت فرنسا بدورها خسرت أمام السيليساو في مونديال سويسرا 1952 (5-2). وقد تكون الفرصة مواتية أمام المنتخب البرازيلي لتحقيق رغبته الدفينة تلك على أرضية "ملعب فرنسا"، في ظل استمرار محاولات المنتخب الفرنسي تخطي تداعيات "مهزلة" الخلافات بين لاعبيه ومدربه السابق، ريمون دومينيك، في مونديال الصيف الماضي الذي غادره من الدور الأول. ولأن اللقاءات الكلاسيكية تنطلق عادة خارج الملعب بالحرب الكلامية، وتنتهي فيه بالأهداف، بدأ مدرب المنتخب الفرنسي، لوران بلان، لعبة الاستفزاز حينما ذكر، خلال مؤتمر صحفي أمس الإثنين، بسجل المنازلات بين الفريقين، والذي يميل لصالح المنتخب الفرنسي، وقف بالخصوص عند نتيجة نهاية مونديال 1998 (3-0) لعله ينال من معنويات المجموعة البرازيلية. آخر فوز للمنتخب البرازيلي على نظيره الفرنسي يعود لسنة 1992 خلال لقاء ودي أجري على ملعب حديقة الأمراء بباريس، فهل يعيد أشبال مينيزيس الكرة غدا على "ملعب فرنسا".