أكد المؤتمر السابع عشر للاتحاد البرلماني العربي، المنعقد بالعاصمة القطرية الدوحة، على أهمية تحقيق التضامن العربي ورص الصفوف لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية وتجاوز الصعاب التي تعترض نهضتها وتطورها. وأعرب المؤتمر في بيانه الختامي الذي أصدره اليوم الثلاثاء، في ما يتعلق بالأوضاع العربية الراهنة، عن قناعته الراسخة بأن "التضامن العربي يشكل القاعدة الأساسية التي لا غنى عنها لتعزيز قدرات الدول العربية، والأداة الفعالة لتوحيد طاقات الأمة العربية، وتوفير مقومات التنمية الشاملة، وتطوير الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان، وتعزيز المكانة الدولية لجميع الدول العربية". وشدد على أهمية تدعيم الترابط الوثيق بين مستقبل الأمن الوطني لكل دولة عربية ومستقبل الأمن القومي العربي، وضرورة إعطاء الأولوية للأمن القومي الجماعي العربي في جميع النشاطات والتحركات التي يقوم بها القادة العرب والحكومات والمنظمات العربية على جميع المستويات وعلى الأصعدة. وأكد المؤتمر في بيانه على ضرورة تحييد العلاقات العربية عن الخلافات السياسية بين الدول الشقيقة، وتكثيف الزيارات واللقاءات البرلمانية العربية بغض النظر عن الخلافات السياسية بهدف الإسهام في تخفيف الاحتقان السياسي وكسر حدة الخلافات العربية. وحث البيان على مواصلة مسيرة التحديث والتطوير في الوطن العربي بما يكفل تعزيز الممارسة الديمقراطية، وتوسيع المشاركة السياسية، وترسيخ قيم المواطنة والثقافة الديمقراطية وترقية حقوق الإنسان وإفساح المجال للمجتمع المدني ليمارس دوره في عملية بناء المجتمع، وتمكين المرأة من الاضطلاع بدور بارز في مجالات الحياة العامة كافة. وناشد البيان القمة العربية القادمة، التي ستعقد في بغداد، دراسة الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية ووضع إستراتيجية مرنة لضمان الاستقرار الداخلي في البلدان العربية انطلاقاً من مبادئ التضامن العربي والتعاون الشامل بين البلدان الشقيقة. ودعا المؤتمر في بيانه إلى إنشاء لجنة من رؤساء البرلمانات والمجالس العربية برئاسة رئيس الاتحاد، تكلف باتخاذ المبادرات في ما يتعلق بتعزيز الثقة في العلاقات العربية � العربية وتسوية القضايا العربية الخلافية. وكان أعضاء الاتحاد قد جددوا الثقة في أمينه العام المغربي السيد نور الدين بوشكوج لولاية جديدة تمتد لأربع سنوات أخرى، ليكون بذلك أكثر الأمناء العامين الثلاثة الذين سبقوه من حيث البقاء في هذا المنصب الذي يشغله منذ سنة 1995. وتم انتخاب السيد بوشكوج في ختام أعمال الجلسة الثانية للمؤتمر المنعقدة أمس، بحضور رؤساء وأعضاء الوفود البرلمانية العربية المشاركة. وبحث هذا اللقاء، الذي دام يومين، العديد من المواضيع ذات الصلة بالعمل البرلماني العربي ومستجدات الأوضاع في الوطن العربي ودور البرلمانيين العرب في استعادة التضامن وتعزيزه وضمان الاستقرار الداخلي لجميع الدول العربية. كما ناقش البرلمانيون العرب عدة قضايا راهنة أبرزها تعزيز الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان في البلدان العربية، ومدى إسهام الديمقراطية في تدعيم عملية التنمية المستدامة في الوطن العربي، إلى جانب بحث العديد من التقارير التنظيمية ذات الصلة بالاتحاد. يشار إلى أن الاتحاد البرلماني العربي منظمة برلمانية عربية تتخذ من دمشق مقرا لها، وتتألف من شعب تمثل المجالس البرلمانية العربية ومجالس الشورى العربية. وتأسس الاتحاد في يونيو عام 1974 نتيجة لجو "التضامن والعمل العربي المشترك" الذي عاشته الأمة العربية في تلك الفترة، والذي وفر مناخا مواتيا لتعزيز التعاون العربي عن طريق المؤسسات السياسية والنقابية والمهنية العربية.