"القاتل الصامت"،هو الإسم الذي يطلق على غاز مونوكسيد الكربون الذي يتسبب في تسممات قاتلة دون سابق إنذار. ويصعب التعرف على مونوكسيد الكربون سواء من خلال الرائحة أو اللون،كما أن التسمم الناتج عنه يخلو من ظهور أية أعراض تدل على استنشاقه،غير أنه يؤدي إلى حدوث اضطرابات تتعلق بفقدان الوعي،ما يمنع المصاب من الخروج من المكان الذي يحتوي على هذا الغاز. وتتنوع مصادر انتشار مونوكسيد الكربون ما بين آلات التسخين التقليدية ك"الكانون" وسخانات الماء،مرورا بانبعاثات محركات السيارات والأدخنة خاصة دخان السجائر،كما تشكل الأماكن المغلقة والضيقة عاملا يزيد من خطورة هذه المصادر. وشكل موضوع التسمم بغاز مونوكسيد الكربون بالمغرب،سخانات الماء من الألف إلى الياء"،أمس الخميس بالرباط،محور يوم دراسي نظمه مركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية للمغرب. وحسب نشرة رسمية للمركز،فإن محاربة هذه الظاهرة يتطلب تقوية منظومة الإعلام القائمة وتحديد مجموعة المؤشرات الناجعة للتتبع لتحسين المعارف لدى العموم حول عوامل التعرض والسكان المعرضين للخطر. وأشارت الوثيقة إلى أنه يتعين أيضا وضع استراتيجية مكافحة مندمجة ودينامية تشرك جميع الفاعلين المعنيين من جمعيات المستهلكين وتجار آلات التسخين ومهندسين معماريين ومقاولين. وشكل هذا اللقاء مناسبة لإثارة انتباه السكان والتجار والصناع ومختلف المتدخلين حول الخطورة التي يمثلها الاستخدام غير الآمن لسخانات الماء. ويتطلب استعمال هذا النوع من الأجهزة يقظة قصوى واحتراما تاما لتعليمات السلامة خلال التركيب. ومكن هذا اليوم الدراسي أيضا من التعرف على التعليمات التي يجب اتباعها لتفادي التسمم بغاز مونوكسيد الكربون،وكذا بعض ردود الأفعال التلقائية للحيلولة دون وقوع كارثة،والمتمثلة بالخصوص في مراقبة تركيب السخانات من قبل شخص مهني ،وتهوية المسكن باستمرار وعدم إغلاق منافذ التهوية،واستخدام آلات التسخين المتطورة لساعات قليلة فقط في اليوم. وتظهر على الشخص المصاب بتسمم بفعل هذا الغاز بعض الأعراض. فإذا كانت حالة التسمم بسيطة يعاني المصاب من آلام في الرأس والتقيئ والتعب،أما إذا كان التسمم خطيرا فقد يؤدي إلى الشعور بدوار وفقدان الوعي أو الوفاة. وقد سجل مركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية خلال سنة 2010 ما مجموعه 1534 حالة تسمم بمونوكسيد الكربون ،منها 29 منها انتهت بالوفاة. ووضعت وزارة الصحة سنة 2008 استراتيجية وطنية لمحاربة التسممات بمونوكسيد الكربون والوفيات التي يتسبب فيها.