ستكون عناصر فريق اتحاد الفتح الرياضي، وهي تواجه يوم السبت المقبل بمدينة لوبومباشي (الكونغو الديموقراطية) فريق مازيمبي في مباراة الكأس الإفريقية الممتازة لكرة القدم، مطالبة بالاعتماد أكثر على مجموعة من العوامل أبرزها التركيز الذهني إن هي أرادت إعادة الإنجاز التاريخي الذي حققته شهر دجنبر الماضي بملعب الطيب المهيري بتونس على حساب فريق النادي الصفاقسي ( 3-2) في إياب نهاية كأس الكونفدرالية الإفريقية. ويبقى على الفريق المغربي خوض هذه المواجهة، التي لا تختلف في شيء عن سابقتها ،والتي كرست التفوق الذي رسمه أشبال الإطار الوطني الحسين عموتة على مدى إقصائيات مسابقة كأس الكونفدرالية، الإيمان بإمكانياته والدفاع عن حظوظه ولو بعيدا عن قواعده. وكما كان الحال أمام النادي الصفاقسي، الذي كان المرشح فوق العادة لنيل الكأس القارية لأكثر من سبب ومن بينها التفوق الذي سجلته الأندية التونسية على حساب نظيراتها المغربية ونتائج مباريات مرحلة المجموعات بين الفريقين ونتيجة مباراة الذهاب بالرباط (0-0)، فإن ممثل كرة القدم المغربية سيكون مطالبا بالتعامل مع مجريات المباراة القادمة بكثير من اليقظة والذكاء خاصة وأنه يلاقي فريقا كونغوليا ما فتيء في السنوات الأخيرة يبعث بإشارات قوية مفادها أنه قادم بقوة ليبسط سيطرته على الساحة الكروية الإفريقية. والواقع أن فريق مازيمبي، القوي بنتائجه والحائز على لقب مسابقة دوري أبطال إفريقيا أربع مرات، كان قد توج باللقب القاري (2009-2010) والأخير كان على حساب فريق الترجي الرياضي التونسي (5-0 ذهابا و1-1 إيابا) محققا بذلك لقبه الثاني على التوالي بعد لقبي 1967 و1968 وليصبح ثالث فريق يحقق هذا الإنجاز بعد فريقي الأهلي (6 ألقاب) والزمالك (5 ألقاب) المصريين. ويستمد فريق مازيمبي،الذي بات أحد أقوى الأندية على الساحة الكروية في إفريقيا، قوته من مشاركته الأخيرة شهر دجنبر الماضي في نهائيات بطولة العالم للأندية بدولة الإمارات العربية المتحدة حيث تفوق بشكل كبير على أندية باتشوكا المكسيكي (1-0) وأنترناسيونال البرازيلي (2-0)، ليصبح أول ناد إفريقي يبلغ المباراة النهائية، التي خسرها أمام بطل أوروبا فريق أنتر ميلانو (3-0). وفي ظل هذه النتائج أصبحت جميع الأندية تحسب ألف حساب قبل مواجهتها لفريق مازيمبي، وهو ما سيدفع فريق الفتح لركوب هذا التحدي معتمدا في ذلك على معنويات لاعبيه بعد إحرازهم أول لقب قاري على حساب فرق لها باع طويل في المنافسات الإفريقية. وأكد حسن مومن، المدير العام لاتحاد الفتح الرياضي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "أنه على الرغم من قوة الفريق المنافس واستفادته أيضا من عاملي الأرض والجمهور، فإننا نؤمن بشكل كبير بحظوظنا في التتويج" مضيفا "أن نتيجة أي لقاء تتحدد على المستطيل الأخضر وحسب عوامل متغيرة مثل الحالة النفسية للاعبين، ومستوى تركيزهم أو حالتهم البدنية يوم المباراة ..." وحسب حسن مومن، فإن الوصفة بسيطة جدا "فعلى امتداد المشوار الإقصائي القاري لفريق الفتح الرياضي كان كل هم اللاعبين التركيز على المهام الموكلة إليهم والاقتناع بها دون التفكير في قوة الفريق المنافس". ومع ذلك، فإن فريق اتحاد الفتح الرياضي، الذي عاش السنة الماضية واحدا من أفضل وأزهى المواسم في تاريخه الرياضي بإحرازه كأس الكونفدرالية الإفريقية وكأس العرش، لا يؤمن بالحظ بل استعد لهذا الموعد الحاسم على أحسن مايرام، إن على المستوى الرياضي أو التنظيمي". وأكد مومن، أنه قبل التوجه والإقامة في لوبومباشي تم الاتصال بمسؤولي فريق اتحاد الخميسات (سبق لحسن مومن أن دربه)، للتزود بالمعلومات اللازمة والضرورية على اعتبار أن الفريق الزموري يبقى آخر ناد مغربي قام بزيارة المدينة الكونغولية لمنازلة فريق مازيمبي، مضيفا أن الوفد المغربي ارتأى أن يسافر مبكرا (أمس الثلاثاء) إلى لوبومباشي عبر لندن ونيروبي من أجل إراحة اللاعبين من عناء السفر وتأقلمهم مع طقس المدينة. وعن الجانب الرياضي، أشار مومن إلى أن النادي برمج بعد نهاية مرحلة الذهاب من البطولة الوطنية فترتين من الراحة من أجل الحفاظ على مستوى اللياقة البدنية للاعبين،مبينا أن الإعداد تركز على الجانب البدني . وسيدخل اتحاد الفتح الرياضي هذا التحدي القاري بمجموعة من الوجوه الجديدة التي انضمت إلى الفريق بعد مغادرة العديد من اللاعبين في فترة الانتقالات الشتوية. وقال مومن "بعد حوالي 36 مباراة أقيمت في حيز زمني ضيق كان من الضروري ضخ دماء جديدة في الفريق خاصة مع تواجد مجموعة من اللاعبين في آخر مشوارهم الرياضي أو على وشك انتهاء تعاقدهم مع الفريق أو الراغبين في تغيير الأجواء". وذكر على الخصوص برغبة اللاعب أيوب الخالقي في عدم تمديد عقده مع الفريق قبل ستة أشهر من انتهاء صلاحيته والانتقال إلى الوداد البيضاوي والكاميروني دانييل مونشاري الذي دخل في تجربة احترافية مع فريق نادي الكويت مدتها أربعة أشهر. وأوضح أن من بين العناصر الجديدة التي عزز بها الفريق صفوفه هناك خالد لبهيج وعبد الرحيم السعيدي (الوداد البيضاوي) وحميد بوجار (اتحاد طرابلس الليبي) والطاهر الدغمي (الرجاء البيضاوي) ويوسف عبودة (المغرب الفاسي) والكونغولي جيرفي باتوتا. وسيخوض الفريق المغربي هذا التحدي بتشكيلة جديدة ولكن برغبة أكيدة في الفوز ومواصلة مسلسل مفاجأة منافسيه وإضافة لقب جديد يعزز به سجل الكرة المغربية من الألقاب القارية الأخرى .