تم اليوم الإثنين بالرباط، التوقيع على اتفاقية شراكة تروم تمكين الشباب المغاربة المقيمين بدول المهجر، في وضعية اجتماعية صعبة، من الاستفادة من برامج التكوين المهني والحرفي بالمغرب لدعم اندماجهم المهني ببلد الإقامة. وقع هذه الاتفاقية الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر، وكاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية السيد أنيس بيرو، والمدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل السيد العربي بن الشيخ. وتهدف الاتفاقية إلى تقوية المواكبة الاجتماعية للشباب المغاربة المقيمين بالخارج الموجودين في وضعية اجتماعية صعبة، ومساعدتهم على الاندماج المهني في دول الإقامة، عبر وضع برنامج سنوي مشترك في مجال التكوين المهني والحرفي بأرض الوطن خاص بهم. وتعد الاتفاقية ثمرة تجربة رائدة تم تنظيمها السنة الماضية ومكنت من تكوين 40 شابا مغربيا مقيما بالخارج للحصول على دبلومات مهنية في مختلف التخصصات (الصناعة التقليدية، الميكانيك، التجارة، الالكترونيك، المعلوميات..). وبموجب هذه الاتفاقية الثلاثية، تلتزم كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية بتمكين شباب مواطني المهجر من الاستفادة من مختلف برامجها الخاصة بالتكوين المهني في مختلف تخصصات وحرف الصناعة التقليدية، وتكوينهم في هذه التخصصات خلال مدة تتراوح ما بين 6 و8 أشهر، ومنحهم دبلومات أو شهادات عند استكمال جميع مراحل التكوين. أما مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، فتتمثل مساهمته في توفير برامج وعروض خاصة للتكوين المهني لفائدة هؤلاء الشباب حسب احتياجاتهم واختياراتهم، وتوفير الإيواء والتغذية مجانا طيلة مدة التكوين بمختلف الداخليات التابعة للمكتب المتواجدة بعدد من مدن المملكة، مع منح المستفيدين من برنامج التكوين المهني دبلومات أو شهادات عند استكمال جميع مراحل التكوين. وبدورها، تلتزم الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج بتحمل مصاريف نقل الشباب المستفيدين من دول المهجر إلى المغرب، وتخصيص منحة شهرية لهم طيلة مدة التكوين، وكذا حصر لوائح المستفيدين مع تحديد تخصصات التكوين. وفي كلمة بالمناسبة، قال السيد محمد عامر إن هذه الاتفاقية ستمكن الأطراف الموقعة من الاشتغال في إطار برنامج عمل سيتم بموجبه توسيع عدد المستفيدين من شباب الجالية المغربية، خاصة الموجودين في وضعية صعبة، من التكوين المهني ومساعدتهم على ولوج سوق الشغل ببلدان الإقامة، وفي نفس الوقت، تعميق روابطهم مع وطنهم الأم. وأضاف أن هذه الاتفاقية تعد نتيجة للتجربة النموذجية التي استفاد منها السنة الماضية 40 من شباب الجالية، والتي كانت لها نتائج مهمة. من جهته، أبرز السيد أنيس بيرو أن الاتفاقية تتوخى تكوين أبناء المهجر في عدد من حرف الصناعة التقليدية التي تلقى إقبالا كبيرا، موضحا أن هذا التكوين سيمكن هؤلاء الشباب من إيجاد فرصة شغل ببلد الإقامة، وسيساهم كذلك في إشعاع الصناعة التقليدية المغربية في مختلف أنحاء العالم. وأضاف أن هذه التكوينات ستجعل من هؤلاء الشباب "سفراء للصناعة التقليدية" ببلدان إقامتهم، وستمكن من إبراز المؤهلات الجمالية والعمق الثقافي لمنتوجات الصناعة التقليدية المغربية. وبدوره، توقف السيد العربي بن الشيخ عند التجربة الناجحة للسنة الماضية، مبرزا أن الاتفاقية الموقعة اليوم ستدفع بهذا البرنامج ليهم عددا أكبر من الشباب ويوفر التكوينات المناسبة لهم، حتى تساير متطلبات سوق الشغل ببلدان الإقامة.