أجرى الحديث : عبد الغني عويفية- أكد المدير العام للمنظمة الدولية للاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الاصطناعية السيد إستيبان باشا فيسينتي، أمس الأربعاء، أن المغرب القوي بموقعه الجغرافي الاستراتيجي وبنياته التحتية العصرية التي أرساها، يوجد "في وضع جيد للاضطلاع بدور محوري لتعزيز الأمن والسلامة البحرية الدولية". وقال السيد باشا فيسينتي الذي يبدأ اليوم الخميس زيارة عمل للمغرب، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "الجهود المبذولة من قبل المغرب في هذا الميدان المهم للملاحة البحرية العالمية تحظى بتقدير المجتمع البحري الدولي". وأكد المسؤول أن زيارته للمغرب، والتي سيجري خلالها لقاءات على الخصوص مع وزيري التجهيز والنقل، السيد كريم غلاب، والفلاحة والصيد البحري، السيد عزيز أخنوش، ستتيح "فرصة ممتازة" لتعزيز العلاقات الجيدة التي تربط منظمته بالمغرب. وعبر عن ارتياحه "للاهتمام الكبير" الذي يوليه المغرب لعمل كل من المنظمة الدولية للاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الاصطناعية والمنظمة البحرية الدولية (مقرها بلندن). وقال السيد باشا فيسينتي إن "الزيارة ستكون أيضا مناسبة لمعاينة بعين المكان نتائج الجهود الهامة التي يبذلها المغرب لتعزيز الأمن والسلامة البحرية والنهوض أكثر بهذه الميادين الرئيسية"، مشيرا الى التقليد العريق للمغرب باعتباره بلدا بحريا بامتياز. وأشاد بحضور المغرب المتزايد بشكل فعال في جميع المنظمات المكلفة بالشؤون البحرية على الصعيد الدولي. وذكر بأن المغرب تم انتخابه في سنة 2010 ولأول مرة عضوا باللجنة الاستشارية، الهيئة التقريرية للمنظمة الدولية للاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الاصطناعية التي تضم 32 دولة من أصل 94، ونائبا للرئيس بنفس اللجنة ونائبا للرئيس لجمعية المنظمة لمنطقة أفريقيا. وعبر السيد باشا فيسنتي عن قناعته بأن المغرب سيقوم بتعزيز موقعه في هذه الهياكل، لأنه، وكما قال، فإن مساهمة بلد استراتيجي كالمغرب من شأنها أن تكون ذات فائدة للقطاع البحري الدولي بجميع مكوناته. كما أشاد المدير العام للمنظمة الدولية للاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الاصطناعية بالجهود المبذولة، في هذا السياق، من قبل سفيرة المغرب ببريطانيا الشريفة للا جمالة، من أجل تعزيز حضور المملكة في جميع المنظمات البحرية الدولية التي يوجد مقرها في لندن، خاصة بالمنظمة الدولية للاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الاصطناعية. وأشار في هذا الصدد إلى أن سفيرة المغرب كانت قد ترأست بنجاح المؤتمر الديبلوماسي للمنظمة البحرية الدولية الذي عقد في ماي 2010 بلندن، لتدارس مشروع بروتوكول الاتفاقية الدولية لسنة 1996 حول المسؤولية والتعويض عن الأضرار المرتبطة بالنقل البحري للمواد الضارة والخطرة (اتفاقية إتش إن إس). وأوضح المسؤول أن "هذا يعكس اهتمام والتزام الحكومة والسلطات المغربية لصالح النهوض بالقطاع البحري"، مشيرا إلى أن "نتائج مثل هذا الالتزام تبدو جلية اليوم". وبخصوص البنية التحتية التي أرساها المغرب، أكد السيد باشا فيسنتي على أهمية مركز مراقبة الملاحة البحرية في مضيق جبل طارق (في تي إس)، الذي افتتح مؤخرا في طنجة. ويتعلق الأمر بآلية تستجيب للمعايير الدولية والتي ستقوم بدور حاسم في تحسين الأمن وسلامة الملاحة البحرية في مضيق جبل طارق، الذي يعد ملتقى طرق الملاحة الرئيسية الدولية والمعروف أيضا بحركة ملاحية كثيفة. وقال السيد باشا فيسنتي إن "التدابير التي اتخذها المغرب في هذه المنطقة الاستراتيجية، لقيت ترحيبا من قبل المجتمع الدولي"، مشيرا إلى أن المغرب قد وضع أيضا نظاما متطورا لتحديد وترصد السفن من مسافة بعيدة. وأضاف أن هذا النظام، الذي يستخدم تكنولوجيا الأقمار الصناعية المتقدمة بتنسيق مع المنظمة الدولية للاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الاصطناعية، يتيح تعزيز مراقبة حركة الملاحة من أجل سلامة أفضل، منوها بمبادرة المغرب بإنشاء مركز وطني للمعطيات في هذا المجال. وخلص إلى القول أن الزيارة التي سيقوم بها للمغرب ستمكن من تعزيز التعاون في جميع هذه المجالات.