صدر مؤخرا عن مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء، كتاب "الإمام القرطبي المفسر.. سيرته من تآليفه" لمؤلفه الدكتور محمد بنشريفة. ويهتم هذا الكتاب، الصادر ضمن سلسلة مشاهير علماء الغرب الإسلامي، ( 119 صفحة)، بسيرة الإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي القرطبي، والتي استخلصت جل مادتها من تآليفه. وأكدت الرابطة في موقعها على شبكة الانترنت أن إصدار هذا الكتاب وإدراجه ضمن سلسلة مشاهير علماء الغرب الإسلامي، التي تسهر على نشرها، يأتي لما في هذه السيرة من دروس وعبر، ولما لصاحبها من مكانة سامية في العلم. وأبرزت أن رائد البحث في علم التراجم وشيخ المحققين المغاربة العلامة الدكتور محمد بنشريفة نجح في إبراز سيرة الإمام القرطبي في أبهى حللها وأنصع صورها، مستخلصا من تآليف القرطبي إفادات كثيرة ساعدته في إضاءة جوانب عديدة من سيرة هذا المفسر الكبير سكتت عنها كتب التراجم المعروفة. ويعتبر الإمام القرطبي أشهر العلماء المفسرين لكتاب الله العزيز، نشأ في أسرة قرطبية متواضعة ومع ذلك اتجه نحو الدرس والتحصيل، فحفظ القرآن عرضا على بعض شيوخ القراءات ببلده قرطبة التي لم تلبث أن سقطت بيد الغزاة القشتاليين، وكان والد القرطبي استشهد في حمى هذه الفتنة سنة 627ه` بعد أن أبلى بلاء حسنا في الجهاد والمقاومة. وامتحن القرطبي المفسر بالخروج من قرطبة، المدينة التي عاش فيها أسلافه قرونا عديدة، فنزح إلى مصر، وهناك كتب جل تآليفه كالتفسير الجامع والتذكرة وغيرهما من المؤلفات المفيدة، ويعد تفسيره من أجل التفاسير الأندلسية بل الإسلامية للقرآن، إذ أجاد فيه وأفاد، وقد نعته الصلاح الصفدي بأنه كان شيخ فن التفسير في عصره.