افتتحت اليوم الخميس بالرباط أشغال الدورة التكوينية التي تنظمها الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية في موضوع "الريادة في مجال التمريض " لفائدة الممرضين والممرضات وأعضاء المكتب الوطني والمكاتب الجهوية للجمعية. وأوضح السيد إدريس شناق المدير التنفيذي للجمعية خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة التي تنظم بدعم من المنظمة الإسبانية لعلوم التمريض على مدى ست جولات تحت شعار: "قيادة مهنة التمريض من أجل تحسين خدمات الرعاية الصحية لكافة المواطني"، أن هذه الدورة تروم تأهيل والنهوض بقطاع الصحة باعتباره مظهرا من مظاهر حقوق الإنسان، وأحد الانشغالات الأساسية للدولة ، خصوصا على مستوى مضامين وتوجهات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والاستراتيجيات القطاعية. واعتبر السيد شناق أن إرادة جعل قطاع الصحة محورا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة والمندمجة يستلزم مواجهة تحديات جديدة وإكراهات بات يعرفها هذا القطاع بشكل عام ،ومهنة التمريض على وجه الخصوص. وأشار إلى أن مشروع "تمريض" الرامي إلى تعزيز مهنة التمريض ، موضوع الاتفاقية الموقعة بين الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية والمنظمة الإسبانية لعلوم التمريض، يأتي في ظرفية تتطلب ربح عدد من الرهانات المتمثلة من جهة في التحولات التنظيمية لمختلف الأنظمة الصحية ، ومن جهة أخرى في مواجهة ظاهرة العولمة التي ترتكز على ثقافة جديدة قوامها التنافسية والكفاءة . وأبرز أن مهنة التمريض تتعرض يوما بعد يوم لمشاكل بنيوية راجعة إلى غياب رؤية شاملة لمستقبلها وموقعها في العرض الخاص بالعلاج، والدور الريادي للممرض في مختلف الإصلاحات التي يعرفها قطاع الصحة. واستعرض بعض هذه المشاكل المتمثلة في غياب آفاق مهنية مما أدى إلى حالة نزيف في عدد الممرضين وتقلص واضح على مستوى توظيفهم علاوة على الانعكاسات السلبية للمغادرة الطوعية على هذا القطاع. وأوضح أن الدورة التكوينية ، التي سيستفيد منها 32 ممرضا وممرضة الأعضاء في الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية ، تهدف أيضا إلى تكوين قياديين مؤهلين واطر ذات كفاءة عالية لقيادة فريق العمل الخاص بالممرضين لمواجهة متطلبات وحاجيات المواطنين المتزايدة في المجال الصحي والعلاجي إضافة إلى القيام بمبادرات في مجال الاتصال والتحفيز الهادفة إلى تطوير وتحسين جودة الخدمات ، وتنمية قدرات الممرضين في مجال الرعاية الصحية ،وخلق بيئة مهنية مناسبة لتطور جودة العلاج ، وكذا تطوير التنظيمات المهنية وترسيخ الممارسات العلاجية في احترام تام للأخلاقيات المهنية وحقوق الإنسان. وتتضمن الدورة التكوينية عددا من المحاور ، منها على الخصوص "المفهوم النظري للريادة"، "مضامين الدعم النفسية والتربوية لممارسة الريادة"، "آفاق الريادة في مجال التمريض"، "التواصل الفعال على مستوى المرافعة-التفاوض"،و"التسويق الاجتماعي" ، و"مسلسل التجديد وتدبير التحولات"، و"الريادة وحل النزاعات"، والتأطير والمواكبة المهنية"، و"مسلسل إعداد البرامج، وتطوير الشراكات والتعاون والتنسيق"،و "النهوض بمبادئ وأخلاقية المهنة" و"تطبيق وتقييم مسلسل الريادة في قطاع التمريض" و"تدبير التنظيمات المهنية (الجمعيات والنقابات)". يشار إلى أن تنظيم هذه الدورة التكوينية يأتي في إطار تعزيز السياسة الوطنية في مجال إعمال الحق في الصحة التي جعلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس مرجعية أساسية وأساس كرامة الإنسان، فضلا عن التعليم والتغذية والإسكان والبيئة. كما تروم هذه الدورة التكوينية تعزيز استراتيجية وزارة الصحة 2008 /2012 الرامية إلى تحقيق أهداف الألفية للتنمية في المجال الصحي وجعل الصحة محور التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة من خلال دعم مشاركة ومساهمة المجتمع المدني في التنمية الصحية.