أربعة فنانين شبان مغاربة يعرضون إبداعاتهم بمعية الفنانة الفرنسية آني رايمون في ورزازات

1-2010- يحتضن رواق" رياض الحمراء" بمدينة ورزازات إلى غاية متم شهر يناير الجاري معرضا جماعيا للفنون التشكيلية يضم لوحات من توقيع الفنانة الفرنسية آني رايمون، إلى جانب إبداعات فنية أخرى لأربعة فنانين شبان مغاربة ينحدرون من مدينة مراكش.
وتهدف الفنانة رايمون من استضافة الفنانين الأربعة خالد المومني ورشيد الإدريسي ومحمد الحلاوي ورشيد جلال، إلى إتاحة الفرصة للمبدعين التشكيليين الشباب المغاربة لإيصال أعمالهم الفنية إلى جمهور أوسع، خاصة في أوساط الأشخاص الذين يقدرون الفن والفنانين.
وأضافت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها لجأت لبلوغ هذه الغاية إلى استعارة إحدى اللوحات الفنية لأحد أصدقائها وهو الفنان الفرنسي الذائع الصيت آلان كلينمان، حتى يتسنى لهذه المبادرة أن تجد صدى أوسع في أوساط عشاق الفنون عموما، والفن التشكيلي على وجه الخصوص.
وتمتاز الإبداعات الفنية لآني رايمون، وهي أيضا صاحبة رواق للفنون المعاصرة جنوب مدينة بيربينيون الفرنسية، بمسحة فلسفية من ناحية المضمون، إلى جانب الحضور اللافت للانتباه للون الأسود في فضاء اللوحة، والذي قالت بأن مرده يعود، ربما، لطول المدة التي قضتها في إفريقيا السوداء والتي استمرت 14 سنة، قبل أن يستقر بها المقام في ورزازات قبل أربع سنوات.
أما بخصوص اللوحات الفنية للمبدعين الشباب المغاربة، فتنطبق عليها إلى حد كبير العبارة الشهيرة "الفن ابن بيئته" إذ يحضر اللون الأحمر المميز لمدينة مراكش، إلى جانب العديد من المؤشرات الأخرى التي تحيل على مظاهر مختلفة من الحياة البسيطة في أحياء المدينة العتيقة لمراكش.
وفي هذا السياق، يحضر في لوحات المبدعين الأربعة المشاركين في المعرض اللباس التقليدي المغربي (الجلباب، والفوقية، والطاقية والبلغة...)، كما تحضر الأزقة الضيقة، ومحال البقالة، ونخيل مراكش، والدراجة الهوائية، والدواب الحاملة للبضائع، وغيرها من التعبيرات الأخرى التي تناولتها ريشات الفنانين الأربعة بتقنية تنم عن نضج فني جلي.
كما تحضر في لوحات هؤلاء المبدعين الشباب بعض المظاهر الشاهدة على شموخ الحضارة العربية الإسلامية كما يتجسد ذلك من خلال صومعة الكتبية، وحوض المنارة، إلى جانب أشكال أخرى من المظاهر الدالة على الهوية الفنية والثقافية للمجتمع المغربي عامة، والمراكشي على وجه الخصوص، كما هو الحال مثلا بالنسبة لبعض اللوحات التي تتناول من السقائين، وساحة جامع الفنا، واحتفالية "التبوريدة" وغيرها موضوعا لها.