تم أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، الإعلان عن ميلاد "الائتلاف الوطني لترشيد الحقل اللغوي بالمغرب"، وذلك بمبادرة من جمعيات مدنية ومساهمة كفاءات من مختلف الاختصاصات توحدها قناعات تروم ترشيد وعقلنة المجال اللغوي بالمغرب وحمايته من الفوضى التي يعرفها. وجاء الإعلان عن ميلاد هذا الائتلاف في ختام أشغال اليوم الدراسي الأول الذي نظمته "جمعية المسار" بمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية، بمناسبة الذكرى ال67 لتقديم وثيقة الاستقلال، حول موضوع "المسألة اللغوية، الورش الوطني الكبير". وأكد مؤسسو هذه المبادرة، في بيان لهم، أن الائتلاف يلتزم بتحمل مسؤولياته في تفعيل هذا الورش انطلاقا من إيمانه بقيم الواجب الوطني وعزمه الاستفادة من التشخيص العلمي والتحليل الأكاديمي في كل أنشطته وتشجيع المبادرات الميدانية والملموسة ذات الصلة في مختلف القطاعات والمساهمة فيها. وأعلن المؤسسون أن هذا الائتلاف مفتوح أمام كل الطاقات الوطنية في المغرب وخارجه في أفق توفير الشروط الموضوعية لكسب رهانات التنمية التي يعد الاعتزاز بمقومات الهوية الوطنية أهم مداخلها. ومن بين القناعات التي توحد حولها المؤسسون وأوردها البيان، كون اللغة تعد الفضاء الذي يعبر فيه وبه الإنسان عن تصوره للعالم وللحياة وعن الأفكار والقيم، وأن كل الأوراش التنموية يجب أن تهدف أولا لسعادته المادية والمعنوية. واعتبروا أن توفير الأمن اللغوي يصب في مصلحة البلاد الاقتصادية والتنموية، ويساهم في الرقي بالإنسان المغربي المتشبع برصيده الثقافي وهويته ورسالته الحضارية، أما الفوضى اللغوية المنتشرة منذ عقود فيطبعها، حسب البيان، الطغيان الكاسح للسان الفرنسي على حساب اللغات الوطنية والاستهتار بالمقتضيات القانونية وما لذلك من انعكاسات سلبية على قطاعات التعليم والاقتصاد والإعلام والثقافة والفضاء العام. وقد اتضح للمؤسسين، وهم صفوة متميزة من خبراء اللغة والأساتذة الجامعيين ورجال الإعلام والكتاب والشعراء والفنانين والمقاولين وكفاءات من مشارب عديدة، أن هناك قصورا في فهم الواقع العالمي للغات مما أخل بوظيفة الانفتاح الدولي في كل المجالات التنموية. يذكر أن اليوم الدراسي الأول لجمعية المسار حول موضوع "المسألة اللغوية، الورش الوطني الكبير" تميز بعرض ومناقشة ثلاثة محاور رئيسية همت "الوضع الحالي للغات بالمغرب وتشريح عناصر الفوضى اللغوية"، و"مشروع إصلاح الشأن اللغوي ومستقبل اللغتين الوطنيتين"، و"دور اللغات الأجنبية والترجمة".