أعرب حزب النهضة والفضيلة، اليوم الأربعاء، عن إدانته الشديدة لعقد عدد من زعماء اليمين المتطرف منتدى دوليا بباريس رفعت خلاله شعارات وخطابات تحث على العنصرية والكراهية وسوء الفهم للإسلام. وأوضحت الأمانة العامة للحزب، في بلاغ توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء، أنها "تتابع بقلق بالغ اجتماع عدد من زعماء اليمين المتطرف رفعوا خلاله شعارات وخطابات تعج بكافة أشكال العنصرية والكراهية وسوء الفهم للإسلام كدين سماوي وللأمة الإسلامية ككيان اجتماعي وحضاري". وأشار البلاغ إلى أن هذا الاجتماع "يراد به إطلاق سهام الحقد، وزرع بذور الفتنة، وتسميم الأجواء بين المسلمين وباقي الأعراق، بعدما ظل التعايش والتسامح والتضامن سمة مضيئة داخل المجتمع الأوروبي بفضل الاحترام المتبادل والحوار المبني على قيم التعددية والديموقراطية والمواطنة". وأضاف البلاغ أن حزب النهضة والفضيلة "يحذر من التبعات الخطيرة التي يمكن أن تنتج عن مثل هذه التجمعات المريبة، التي تنتهج أساليب غاية في التطرف بدعوى محاربة التطرف، وتعتمد آلة الدعاية والتحريض التي تثير النعرات وتستفز المشاعر وتثير الضغائن والأحقاد، ضاربة عرض الحائط كل التاريخ المشرق والمشترك بين المسلمين وباقي أتباع الديانات، ومتناسية التضحيات التي قدمها المسلمون في سبيل تحرير أوروبا من القهر النازي إبان الحربين العالميتين". وشدد الحزب على ضرورة تدخل الحكومات الأوروبية للحد من التحرشات والمضايقات التي يتعرض لها المسلمون المقيمون في بلدانها، وحماية أمنهم وسلامتهم، وعدم السماح بانتشار ثقافة الكراهية والعنف المادي والرمزي ضد المسلمين. وفي هذا الصدد، يضيف المصدر ذاته، فإن الحزب يدعو كل عقلاء العالم ومناصري المحبة والسلام والإخاء بين الأمم إلى "التحرك العادل من أجل إحباط كل الإجراءات الرامية إلى الإجهاز على قيم التسامح والتعايش بين أتباع الرسالات السماوية وكافة الأعراق والشعوب، والمضي في مسلسل الحوار بين الحضارات والديانات، في عالم مفتوح تنتفي فيه كل عوامل التعصب والإنطواء على الذات، وتتعاون فيه كل الأمم والشعوب". وفي السياق ذاته، وجه حزب النهضة والفضيلة الدعوة إلى المسلمين والجاليات الإسلامية في أوروبا إلى "ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الاستفزازات الرخيصة للقوى اليمينية المتطرفة، والامتثال لتعاليم الإسلام في الدعوة إلى الحوار" . وناشد الحزب المفكرين والباحثين بأوروبا والعالم الإسلامي للإسراع بعقد لقاءات ثقافية وفكرية وأكاديمية تجمع بين كافة أتباع الديانات لتطويق أي توابع محتملة للدعوات والمؤامرات المهددة للأمن والسلم العالميين.