سلطت الإذاعة الوطنية العمومية الهولندية "يونيتي إف إم"، مساء أمس الأحد في فترة الذروة، الضوء على استغلال بعض وسائل الإعلام الإسبانية خاصة "أنتينا 3" و"أوروبا بريس" لأحداث العيون، واصفة ب`"الخطير" انحراف هاتين المؤسستين الإعلاميتين الإيبيريتين. وأعربت الإذاعة الهولندية خلال برنامج خاص حول موضوع "انحرافات وسائل الإعلام الأوروبية: تأثير على الرأي العام"، عن أسفها لهذا الاستغلال المنافي لمبادئ وأخلاقيات مهنة الصحافة، "مستنكرة" لجوء وسائل إعلام أوروبية إلى مثل هاته الأساليب لتشويه الحقائق ونشر الأكاذيب. وأكدت "يونيتي إف إم" خلال هذا البرنامج بمناسبة زيارة محامي الأشخاص الذين استغلت أسماؤهم أوصورهم لتحريف أحداث العيون، أن "استغلال والنشر المتعمد لمعلومات مغلوطة لأغراض سياسية يعد خطأ مهنيا خطيرا ولا يغتفر". ونددت الإذاعة، التي كانت قد خصصت في 12 دجنبر الجاري برنامجا خاصا حول مسيرة الدارالبيضاء الحاشدة احتجاجا على الانحراف الإعلامي الإسباني، بالموقف "المتحيز" للقناة التلفزية "أنتينا 3" ووكالة "أوروبا بريس" بخصوص النزاع حول الصحراء المغربية. وعبرت السيدة بديعة البلغيثي رئيسة ائتلاف الجمعيات ببروكسيل في تدخل مباشر لها على أمواج الاذاعة الهولندية، عن دعم النسيج الجمعوي البلجيكي للأشخاص الذين استغلت صورهم أوأسماؤهم بطريقة تضليلية في هذه القضية. كما جددت التأكيد على مساندة ضحايا هاتين المؤسستين الإعلاميتين، وهما عائلة الراشدي والشخصان اللذان أعلن عن وفاتهما، في مطالبهم المشروعة وبهدف جبر الأضرار المعنوية التي تعرضوا لها، مشيرة إلى أن كل المبادرات سيتم اتخاذها بتنسيق مع الجمعيات الهولندية لحقوق الإنسان لدى الهيئات الدولية بهدف إماطة اللثام عن هذه الممارسات التي تمس بصورة أوروبا الديمقراطية والمهتمة باحترام كرامة الأشخاص. وشددت على أن " كرامة وحقوق هؤلاء الضحايا انتهكت وتتطلب جبر الضرر. وأنه يتعين على وسيلتي الإعلام الاسبانيتين تقديم الاعتذار"، موضحة أن الائتلاف لم يتردد في تبني قضيتهم، وذلك لكونها مرتبطة بشكل مباشر بقضية حقوق الإنسان. وأعربت السيدة البلغيثي عن "صدمتها وسخطها"، إزاء الاستغلال السياسي لمأساة عائلية، لا سيما وأن وسائل الإعلام هذه تمثل "بلدا عضوا بالاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر مهدا لحقوق الإنسان". وذكرت بالتأثير الواسع لهذا الاستغلال الاعلامي على المغرب، مؤكدة أن وسيلتي الاعلام الاسبانيتين قد لعبتا دورا مهما في توجيه الرأي العام الايبيري والاوروبي، والذي توج بتنظيم مسيرة مناهضة للمغرب في إسبانيا، وكذا قرار البرلمانيين الإسباني والأوروبي المعادي للمملكة. وشددت رئيسة الائتلاف البلجيكي، بنفس المناسبة، على أن الجمعيات الأعضاء في الشبكة " لن تدخر جهدا لمرافقة الضحايا من خلال القيام بعدة إجراءات في بلجيكا وأوروبا، وخاصة التوقيع على عرائض وتنظيم تظاهرات". وتابعت أنه بعد بلجيكا وهولندا، فإن الائتلاف يعتزم ربط الاتصال مع العديد من الجمعيات في مختلف البلدان الأوروبية لعرض حالات هؤلاء الضحايا ومرافقتهم في خطوتهم المشروعة. وكان المحامون، الذين يدافعون عن هؤلاء الضحايا، قد عقدوا لقاءات في بلجيكا وهولندا مع عدد من المسؤولين الأوروبيين والبلجيكيين والهولنديين، الذي تم إطلاعهم على حقيقة هذه القضية. كما تم استقبال هؤلاء المحامين من طرف ممثلين عن اللجنة الاوروبية، ومجلس أوروبا والبرلمان الأوروبي، ووزارتي الشؤون الخارجية البلجيكية والهولندية، وكذا من طرف مسؤولي العديد من جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان.