تم يوم الخميس في لاهاي إطلاع السيدة تيس وودا كيبرس منسقة الشؤون السياسية والمغاربية بوزارة الشؤون الخارجية الهولندية ،بشكل مفصل، على موضوع استغلال أحداث العيون من قبل وسيلتي الاعلام الاسبانيتين (أنتينا3) و(أوروبا بريس) لأغراض سياسية. وخلال لقاء جمع المسؤولة الهولندية مع ضحايا وسائل الاعلام الايبيرية ، قدم محامي عبد الكبير طبيح الأدلة التي لا يرقى إليها الشك للاستغلال المتعمد لقناة (أنتينا3) التي عمدت إلى تغليط الرأي العام الاسباني والاوربي عندما نسبت جريمة للحق العام وقعت في الدارالبيضاء لقوات الأمن المغربية. وقام طبيح ، مستدلا بالحجج، بإقناع المسؤولة الهولندية بمناورة التلفزة الاسبانية التي استغلت بشكل مغلوط صورة تهم مأساة عائلية على أنها من أحداث العيون، مذكرا بأن الندوة الصحفية التي عقدت في مدريد لم تجد لها صدى، على الرغم من أنها سجلت حضور عشرات الصحافيين الإسبان، ولا سيما من «أنتينا 3» و «أوروبا بريس». وأضاف أن «هذا ما يفسر كون هاتين الوسيلتين الإعلاميتين استغلتا بشكل متعمد صورة عائلة الراشدي لكونهما كانتا متواجدتين في العيون ولم يكن هناك ما يمنعهما من التأكد من تلك المعلومات قبل نشرها». من جهته، قدم عبد الفتاح زهراش حالة الغالية بوعسرية وعبد السلام الأنصاري، اللذين بثت وكالة (أوروبا برس) نبأ وفاتهما»، في حين أنهما لا يزالان على قيد الحياة، مقدما للسيدة وودا كيبرس كل التوضيحات حول استغلال حالتيهما من قبل وكالة الأنباء الإسبانية. وسلم زهراش للمسؤولة الهولندية ملفا ضم على الخصوص القصاصة التي نشرتها «أوروبا بريس» ونسخة من الشكاية التي تم التقدم بها للقضاء الإسباني. وشدد من جهة أخرى على ضرورة إطلاع الرأي العام الهولندي والأوروبي على الوقائع الحقيقية والتي هي مخالفة تماما لتلك التي روجت لها الصحافة الإسبانية. وأعرب زهراش عن أسفه لكون أن نشر صورة والإعلان عن وفاة هذين الشخصين تجاوزت الحدود الإسبانية، ليكون لها أثر سلبي على الرأي الأوروبي الذي صدق ادعاءات أعداء المغرب دون التحقق من صحة هذه المعلومات. واستمعت المسؤولة الهولندية بعد ذلك إلى العائلتين اللتين قدمتا احتجاجهما، معربتين عن أملهما في أن يتمكن الرأيان العام الهولندي والأوروبي من معرفة الحقيقة وأن يتحركا ضد كل افتراء أو تزييف للوقائع. جمعية هولندية للدفاع عن حقوق الإنسان تقرر مساندة ضحايا وسائل الإعلام الإسبانية قررت الجمعية الهولندية للدفاع عن حقوق الإنسان «ستيشتينغ مولتيكولتوريل سشينتومهار ليم دي براغ»، اليوم الخميس بروتردام، مساندة ومصاحبة الأسر المغربية، التي تم استغلال أسمائها أو صورها بكيفية مضللة من طرف وكالة (أوروبا بريس) وقناة (أنتينا 3) عقب أحداث الشغب التي شهدتها مدينة العيون. واستنكر مسؤولو الجمعية خلال لقاء جمعهم مع الضحايا المغاربة ومحاميهم، توظيف مأساة عائلية وبث خبر زائف من طرف وسيلتي الإعلام الإسبانيتين، خدمة لأغراض سياسية. وعبر هؤلاء الفاعلون الجمعويون الهولنديون، الذين أكدوا «استيائهم وصدمتهم» حيال لجوء وسائل إعلام أوروبية لأساليب غير مهنية تتنافى مع احترام الكرامة والحياة الخاصة للأفراد، عن تضامنهم وتعاطفهم مع أفراد أسرة الراشدي وكل من السيدة الغالية بوعسرية والسيد عبد السلام الأنصاري. وجددوا في هذا الصدد، التأكيد على إرادتهم الراسخة حيال مصاحبة هؤلاء الضحايا في الإجراء الذي شرعوا فيه، بغية إطلاع الرأي العام الأوروبي وتقديم التوضيحات اللازمة بخصوص الافتراءات وتزوير الحقائق الذي لجأت إليه وسيلتا الإعلام الإسبانيتين. وبعد الاستماع إلى شهادات الضحايا الذين يعيشون أزمة نفسية، عبروا عن اندهاشهم حيال عدم تقديم هذين الوسيلتين الإعلاميتين للاعتذار، على اعتبار أن الأدلة كانت دامغة كما أن الخطأ المهني غير قابل للدحض. وأكد ممثلو هذه الجمعية للضحايا ومحاميهم، أنهم لن يتوانوا عن مساندتهم عبر مجموعة من الإجراءات، من أجل إظهار الحقيقة للرأي العام الهولندي والأوروبي. وقد تم تقديم ثلاث دعاوى قضائية بإسبانيا ودعوى أخرى ببلجيكا ضد القناة التلفزية «أنتينا 3» بسبب استغلال ونشر، خارج السياق، لصورة مأساة عائلية وقعت في يناير الماضي بالدارالبيضاء، والتي تم نسبها للأحداث الأخيرة بالعيون. وبدورهما، قرر كل من السيد عبد السلام الأنصاري والسيدة الغالية بوعسرية رفع دعوى أمام القضاء المختص بمدريد للمطالبة بجبر الضرر الناجم عن نشر قصاصة إخبارية بوكالة الأنباء الإسبانية (أوروبا بريس) تفيد بأن (البوليساريو) أعلن أن أربعة أشخاص، من بينهم صاحبا الدعوى القضائية، قتلوا جراء إطلاق النار من قبل قوات الأمن المغربية خلال الأحداث التي شهدتها مدينة العيون.