افتتحت اليوم الجمعة بالرباط، أشغال المؤتمر الوطني السادس للنساء الاتحاديات، بمشاركة قرابة 600 مؤتمرة يمثلن مختلف هياكل الحزب على المستويين المركزي والجهوي. وتميز افتتاح المؤتمر، المنظم على مدى ثلاثة أيام (17 و18 و19 دجنبر الجاري)، تحت شعار "نضال نسائي متواصل من أجل مغرب الوحدة والمساواة"، بحضور عدد من الفعاليات السياسية والجمعوية وممثلي مجموعة من المركزيات النقابية، إلى جانب عضوات المجلس الوطني النسائي والمجلس الوطني الحزبي وعضوات الكتابة الجهوية والكتابات الإقليمية للحزب. وجاء في مشروع الأرضية التنظيمية، أن "المؤتمر الوطني السادس للنساء الاتحاديات ينعقد في ظرفية سياسية دقيقة، تتسم بتقاطع قضايا وطنية كبرى ذات أبعاد سياسية استراتيجية، في مقدمتها قضية الوحدة الترابية للمملكة وما تطرحه من تحديات ورهانات إقليمية ودولية، ومشروع الجهوية الموسعة وما سيحمله من تحولات على المستوى المؤسساتي والمجالي، واستحقاقات 2012 وماتتطلبه من قوانين وآليات لتفعيلها كشرط أساسي لإنتاج خريطة سياسية حقيقية ونخب مؤهلة لتدبير الشأن العام". وأشارت نفس الوثيقة إلى أن "انخراط حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في هذه الدينامية السياسية كفاعل أساسي، يحتم على تنظيمه النسائي جعل هذا المؤتمر محطة لانطلاقة جديدة تعزز نضالاته السياسية والنسائية وتحدد مسؤولياته، من خلال اعتماد استراتيجية تنطلق من مقاربة الإشكالات المجتمعية الكبرى". وقال الكاتب الأول للحزب، السيد عبد الواحد الراضي، في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، إن هذا المؤتمر الذي يشكل حدثا تنظيميا بارزا في المسار النضالي للنساء الاتحاديات، يعد قيمة مضافة في مسار تعزيز أداء الحزب على جميع الأصعدة، لاسيما في ظل مختلف التحديات الراهنة، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية للمملكة. من جهة أخرى، أكد السيد الراضي أن تجربة التناوب التوافقي " التي ساهم فيها الحزب بشكل فعال " تشكل منعطفا حاسما في مسار الحركة النسائية، مشيرا إلى أن هذا المنعطف دشن مجموعة من الإصلاحات في المجال التشريعي، من خلال إقرار مجموعة من القوانين التي تعزز حقوق المرأة وتدعم مكانتها المحورية في المجتمع، من قبيل مدونة الأسرة وقانون الجنسية ومدونة الشغل. وأضاف في هذا الصدد، أن الحزب كان سباقا لنهج التمييز الإيجابي، من خلال دعم تقلد النساء للمهام الحزبية والمطالبة بتوسيع المشاركة النسائية في المؤسسات المنتخبة، وتمكينهن من مختلف حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية. من جهتها، أوضحت المنسقة الوطنية لتنظيم النساء الاتحاديات، السيدة خديجة اليملاحي، في كلمة مماثلة، أن "المؤتمر السادس يروم إيجاد آليات ملائمة لاستنهاض الطاقات الكامنة لدى النساء الاتحاديات، متوجهات بقناعة مشتركة تعزز الديمقراطية الداخلية وتعتمد مقاربة النوع الاجتماعي استجابة لحاجيات وانتظارات النساء المغربيات في الداخل والخارج، بما فيهن النساء المحتجزات في مخيمات تندوف، المتطلعات لغد أفضل يحقق لهن العدالة الاجتماعية والمواطنة الكاملة والمشاركة الفعلية في تحقيق التنمية المستدامة". وقالت السيدة اليملاحي "إننا نعلن عن إرادتنا القوية لبذل المزيد من التعبئة والتشاور والمرافعة، على مستوى حزبنا وأحزاب الكتلة واليسار وعلى مستوى المجتمع المدني"، مضيفة "نحن مطالبات في هذا الإطار كحزب ونساء اتحاديات بالقيام بمبادرات في هذا الاتجاه لتحصين مكتسبات النساء وتطوريها عبر تحقيق المناصفة في كل مستويات اتخاذ القرار". ويشار إلى أن افتتاح المؤتمر عرف إلى جانب عرض شريط وثائقي يؤرخ لمختلف المراحل النضالية التي خاضتها المرأة الاتحادية، تكريم عدد من مناضلات الحزب اللواتي انخرطن في صفوفه منذ التأسيس.