دعا المشاركون في ندوة وطنية، نظمتها اليوم الثلاثاء بالرباط وزارة تحديث القطاعات العامة حول التكوين المستمر ، إلى ربط هذا التكوين بالمسار المهني للموظف. وأكد المشاركون في أشغال الندوة التي تنظم تحت شعار "تكوين مستمر لمسار مهني أفضل"، على ضرورة وضع أسس علاقة قوية تجمع بين تطور كفاءات الموظفين ومسارهم المهني، من خلال إدماج التكوين ومجهود تطوير الكفاءات في إطار مسلسل تقييم الموظفين وتوجيه التكوين ليساير أهداف إعادة الانتشار والحركية وولوج المناصب العليا ومناصب المسؤولية . وأوضح المشاركون في هذا الصدد أن هذه الإجراءات ستكمن من إعادة تأهيل الموظفين كلما تطلب الأمر ذلك وربط التكوين بالترقية، عبر تنظيم دورات تكوينية تمهيدية للمباريات والامتحانات لولوج الوظائف المناسبة. وشدد المشاركون على ضرورة ملاءمة الكفاءات مع الاحتياجات الحقيقية للإدارة والوظائف الجديدة ومواكبة أوراش التحديث واعتماد برامج مشتركة بين القطاعات الوزارية في مجال التكوين المستمر. وأبرزوا التفاوتات على مستوى المبالغ المخصصة للتكوين المستمر وأعداد المستفيدين منه بين القطاعات الوزارية، مؤكدين على ضرورة إدراج التكوين المستمر في إطار مشروع مهني واضح ومتفاوض بشأنه وتوزيع الحصص التكوينية حسب الأولويات وترتيبها وفق الحاجيات التكوينية. واعتبر المشاركون أن ضمان جودة التكوين المستمر رهين بملاءمته مع حاجيات الإدارة من الكفاءات، مشيرين إلى أهمية اعتماد الدليل المرجعي للوظائف والكفاءات ودفتر التحملات وربط التكوين بأوراش التحديث، وكذا تتبع وتقييم الموظفين ما بعد التكوين . وطالب المشاركون بالعمل على تشخيص الموارد البشرية ومعرفة جوانب القوة التي يتعين استثمارها والبحث عن طرق تحسين الأداء وإعداد برنامج للتدبير التوقعي للموارد البشرية. واعتبروا أن التكوين المستمر استثمار يتعين أن يستجيب لحاجيات معينة ويخدم أهداف محددة في إطار التدبير المعقلن والحديث للموارد البشرية، مما يستدعي ضمان انسجام أداء هذه الموارد البشرية لتحقيق النتائج المتوخاة وإنجاز المشاريع المسطرة. وحثوا على ملاءمة الحاجيات الوطنية والميدانية وتقوية قدرات التفعيل ومواكبة التحولات في هذا المجال وتثمين الكفاءات، عبر اعتماد برامج لتكوين مستمر ملائم. ويتضمن برنامج الندوة ثلاث جلسات، تعرض الجلسة الأولى لمحور التكوين المستمر في إطار استراتجية تحديث الإدارة العمومية، تم خلاله عرض "التقرير التمهيدي" وتطرق المتدخلون في إطار ه إلى مواضيع ذات صلة ب"ربط التكوين بآليات التدبير التوقعي للموارد البشرية و"جودة التكوين المستمر وقياس آثاره على أداء الإدارة" و"ربط التكوين المستمر بالمسار المهني للموظف". وتعرض الجلسة الثانية بعض التجارب في مجال التكوين ، فيما سيتم خلال الجلسة الختامية قراءة التقرير الختامي والتوصيات.