بتعاون مع المجلس العلمي المحلي ببني ملال والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ينظم "مختبر مقاصد الوحي والتواصل الديني والحضاري" غدا الثلاثاء ندوة في موضوع "خصائص الإصلاح في الغرب الإسلامي .. مدارس ومناهج". وسيتطرق المشاركون في هذه الندوة، التي ستنظم على مدى يومين برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة مولاي سليمان ببني ملال، إلى ثلاثة محاور تتناول تجارب الإصلاح السياسي والاجتماعي في تاريخ المغرب، ونماذج من الفكر الإصلاحي بالغرب الإسلامي، وأصول الفكر الإصلاحي بين المرجعية الإسلامية والمرجعية الأوروبية. وتأتي هذه الندوة، حسب ورقة تقديمية أعدتها الجهة المنظمة، في سياق عناية العلماء المعاصرين والمفكرين والباحثين بقضايا الإصلاح والتجديد، ولدراسة خصائص تجارب مدارس ومناهج الإصلاح بالغرب الإسلامي، ب`"رؤية جديدة قائمة على الفحص التاريخي والتحليل العلمي واستخلاص العلل السببية والغائية من تلك التجارب". وجاء في هذه الورقة أن هذه الدعوة "تنطلق من افتراض منهجي مضمونه أن الحركة الإصلاحية تميزت في هذا الحيز من العالم الإسلامي بخصوصيات في التصور والمنهج لا تخرجها عن السياق الإصلاحي في العالم الإسلامي عامة، ولكنها تكسبها تميزات ناتجة عن مؤثرات خاصة بواقع الغرب الإسلامي الذي تشكل مفهوما جغرافيا وسياسيا وعلميا منذ تأسيس الدولة الأموية بالأندلس إلى زمن الاحتكاك الذي وقع بين دول المغرب الكبير وبين أوروبا الغازية بجيوشها ومؤسساتها وأفكارها". وأضافت أن إبراز خصائص الإصلاح في علاقتها بمقتضيات الوحي ومقاصده وسنن التاريخ وقوانين العمران يستدعي تكامل جهود مختصين في حقول معرفية مختلفة، في المعرفة الإسلامية، فقها وأصولا وتصوفا وآدابا، وفي المعرفة التاريخية والفلسفية والعلاقات الدولية.