تم أمس الأحد بإقليم الصويرة إطلاق عملية إعادة تشجير تهم زرع خمسة آلاف شتلة من الأركان على مساحة 15 هكتارا بالمجال الغابوي تامسريرت التابع للجماعة القروية مسكالة، وذلك بمبادرة من مؤسسة (إيف روشي). وتندرج هذه المبادرة، التي تعد المرحلة الثانية من مشروع يسعى إلى غرس 10 آلاف شجرة أركان، ضمن اتفاقية ثلاثية الأطراف بين الدولة ممثلة في المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر والقطاع الخاص ممثلا في مؤسسة (إيف روشي) ومؤسسة محمد السادس للبحث والحفاظ على شجرة الأركان. وأوضحت السيدة كاتم العلوي المديرة العامة لمؤسسة محمد السادس للبحث والحفاظ على شجرة الأركان في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن عملية التشجير ستساهم بشكل كبير في الحفاظ على شجرة الأركان على الخصوص والمجال الغابوي عموما، مضيفة أن الحفاظ على هذا الموروث الطبيعي يمر أيضا عبر إحداث أنشطة موازية مدرة للدخل لفائدة الساكنة المحلية. كما يسعى المشروع، تضيف السيدة العلوي، إلى مكافحة التصحر من خلال تشجير المناطق الغابوية ودعم الغطاء النباتي بالمنطقة. من جهته، أشار السيد أرنو ويليار مدير إفريقيا والشرق الأوسط بمؤسسة (إيف روشي)، في تصريح مماثل، إلى أن إطلاق هذه المرحلة الثانية من عملية غرس شتلات الأركان "لنزرع الأرض" بالمغرب ترمي إلى خلق انسجام بين تنمية البيئة والساكنة المحلية. وأضاف أن المبادرة التي أطلقها السيد جاك روشي الرئيس الشرفي لمؤسسة (إيف روشي -معهد فرنسا) سيكون لها تأثير إيجابي على الاقتصاد المحلي كما ستساهم في تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية. من جانبه، تطرق السيد أوطاوي أحمد رئيس مركز محافظة وتنمية الموارد الغابوية بالصويرة إلى أن عملية التشجير التي تدخل في إطار برنامج لغرس ما مجموعه 50 هكتار، ستمكن من إغناء التنوع الإحيائي الغابوي بالمنطقة إجمالا وخاصة التنوع الإحيائي لشجرة الأركان. كما يطمح البرنامح، يوضح المسؤول الغابوي، إلى إشراك المجتمع المدني في رفع تحدي الحفاظ على الإرث الذي تمثله شجرة الأركان. ويتهدد شجرة الأركان، التي تغطي حاليا 14 بالمائة من الغطاء الغابوي المغربي، خطر الاستغلال المتزايد لخشب أشجار الأركان من أجل صناعة الفحم، إلى جانب التدهور السريع للوسط الغابوي الذي تنمو فيه هذه الأشجار.