تتعرض أشجار أركان للتدمير المفرط مند سنوات بسبب الاستغلال العشوائي والزحف العمراني والرعي الجائر. وهكذا ابرز المتدخلون في لقاء تواصلي نظم يوم السبت 10 يناير الجاري بمدينة أكادير، أن غابة أركان التي تمتد على مساحة إجمالية تتجاوز800 ألف هكتار موزعة على المجال الترابي لستة أقاليم هي الصويرةوأكادير وإنزكان واشتوكة ايت باها, وتارودانت, وتيزنيت تعيش حالة من التدهور المتواصل بفعل مجموعة من العوامل منها ما هو بشري, ومنها كذلك ما يرجع لقساوة الظروف المناخية وفي مقدمتها توالي سنوات الجفاف. وأكد هؤلاء في اللقاء المذكور، الذي نظمته وكالة التنمية الاجتماعية والمديرية الجهوية للمياه والغابات، حول حصيلة تجربة الشراكة المبرمة مع الاتحاد الأوروبي، التي تستهدف التدبير المستدام للمجال الحيوي للأركان، تنامي الوعي بضرورة الإسراع من الحد من النزيف الذي تشهده غابة أركان. وفي هذا الصدد قال المدير الجهوي للمندوبية السامية للمياه والغابات، أمام عدد من الحاضرين يمثلون وسائل الإعلام والجمعيات، أن الشراكة بين المتدخلين من هذه المندوبية ومشروع أركان التابع لوكالة التنمية الاجتماعية وجمعيات المجتمع المدني بدعم من الاتحاد الأوربي، تقر بأن إنقاذ شجرة أركان لا يمكن أن يتم عبر حرمان السكان المحليين من مصدر من مصادر كسبهم وإنما عبر إستراتيجية للحفاظ على هذه الثروة الغابوية من خلال نهج أسلوب التدبير المستدام المستند على ثلاث ركائز أساسية تهم الحفاظ على التنوع البيولوجي لغابة أركان, والتنمية المندمجة للمناطق الغابوية، ومحاربة التصحر. وتعترض عملية تخليف أشجار أركان ضمن هذه الإستراتجية، حسب ذات المصدر، صعوبات كبيرة بسبب التغيرات المناخية السريعة التي تعرفها منطقة تواجدها ولأسباب سوسيو ثقافية مرتبطة بالسكان وكدا امتناع الخواص عن تشجير أراضيهم إما بسبب خوفهم من نزع ملكيتهم لهذه الأراضي أو بسبب تضارب مصالحهم اتجاه عملية التخليف. وفي نفس السياق قال المشرف على تدبير وحدة مشروع أركان لدى وكالة التنمية الاجتماعية أن المشروع المذكور والمنجز بشراكة بين الاتحاد الأوروبي ووكالة التنمية الاجتماعية، مكن من تحقيق نتائج مهمة، وكذا تأثيرات ملموسة، في ما يخص تطور قطاع التعاونيات.وأضاف أن مشروع أركان قام بالمساهمة في تمويل 24 مبادرة للحفاظ والتدبير المستدام للمجال الحيوي للأركان، بتكلفة إجمالية بلغت 18.27 مليون درهم في الفترة الممتدة بين 2005 و2008. وتتميز هذه المبادرة بكونها مشاريع مندمجة ذات نواة صلبة تتمثل في تخليف وغرس الأركان على مساحة تزيد على 1290 هكتارا. وأبرز المصدر أن هذه التجربة تتسم بكونها فريدة من نوعها وإبداعية، فالجمعيات المحلية تؤمن تنفيذ مشاريع التخليف والتدبير المستدام للمجال الحيوي للأركان بتأطير من أطر وتقنيي المياه والغابات. ويذكر أن مشروع أركان قام بدعم تأهيل وهيكلة قطاع التعاونيات النسائية من خلال تمويل 66 مشروعا لتأهيل تعاونيات بقيمة مالية إجمالية بلغت 24.82 مليون درهم. كما قام المشروع كذلك بدعم إحداث وتطوير 4 مجموعات ذات النفع الاقتصادي وكذا اتحادين من أجل ضمان ولوج التعاونيات إلى السوق من خلال تمويل 16 مشروعا بقيمة مالية تفوق 12.43 مليون درهم، بالإضافة إلى ذلك قام مشروع أركان بدعم خلق الجمعية الوطنية لتعاونيات أركان من أجل المساهمة في تنظيم وتعزيز مكانة التعاونيات النسائية في السوق. كما قامت وحدة تسيير مشروع أركان بمواكبة هذه المشاريع عن طريق إنجاز أربعة برامج أفقية، تهم تكوين نساء التعاونيات ومحاربة الأمية، ومن المرتقب إطلاق مشاريع البحث، موجهة بالأساس إلى المحافظة على هذه الثروة الغابوية والتنمية المستدامة لشجرة أركان. ويبلغ الغلاف المالي الإجمالي المخصص لهذه المشاريع 11 مليونا و62 ألف درهم، وتحدد نسبة الدعم المخصصة لهذه المشاريع من طرف وكالة التنمية الاجتماعية والاتحاد الأوروبي، في إطار "مشروع أركان" في حدود69 في المائة، أي ما يعادل 7.9 ملايين درهم. ويصل عدد مشاريع البحث إلى تسعة، تتوزع على ثلاثة محاور، يخص الأول منها تثمين منتجات زيت أركان، ويهم الثاني الجانب الزراعي والغابوي، فيما يتعلق المحور الثالث بالقيام بدراسة مندمجة للمحيط الطبيعي والبشري لشجرة أركان. وعلى هامش تنظيم هذا اللقاء التواصلي قام المشاركون فيه بزيارة ميدانية لمدار أدمين الذي تم تخليفه في شهر فبراير 2007 للوقوف عن قرب على حالة نمو و تطور الشجيرات المغروسة. كما زار المشاركون مشتل حمادي للإنتاج الغابوي لشتائل ألأركان بأولاد تايمة ومدار إمي مقورن الذي يوجد في مرحلة انجاز ألأشغال والذي يمثل تجربة شراكة بين المديرية الجهوية للمياه و الغابات و شركة خاصة لتعويض العديد من أشجار أركان بسبب إنشاء معمل ، ووقف الوفد عند تجربة غرس 42 هكتار من شجرة ألأركان بمدار تاقصبيت بالجماعة القروية بلفاع.