عاش سكان مدينة طانطان وزوارها عشية اليوم الخميس، أجواء من الفرحة الجماعية على امتداد اللحظات التي توالى فيها تقديم اللوحات الاستعراضية لكرنفال المدينة المنظم في إطار الدورة السابعة لموسمها السنوي الذي تستمر فعالياته إلى غاية 13 دجنبر الجاري. فعلى جنبات شارع الحسن الثاني الذي يشكل القلب النابض لحركة السير بالمدينة، وبحضور والي جهة كلميمالسمارة عامل إقليمكلميم السيد عبد الله عميمي وعامل إقليمطانطان السيد احمد مرغيش،احتشد الآلاف من الأشخاص ذكورا وإناثا، شيبا وشبابا لتتبع اللوحات الفنية والاستعراضية التي شدت إليها أنظار المتتبعين لأزيد من ساعة ونصف. فبعد لوحة العلم الوطني الذي حملته نسوة ارتدين من الأزياء أجمل ما يختزل روح الاصالة في اللباس الصحراوي ، تعاقبت الفرق الاستعراضية المشاركة في الكرنفال عاكسة غنى وتنوع الموروث الثقافي اللامادي الذي يميز المجتمع الصحراوي. وهكذا كان لركوب الإبل قصب السبق في استهلال مشاهد الكرنفال نظرا للدور المحوري والوازن للجمل والناقة على حد سواء في الحياة اليومية للإنسان الذي يعيش منذ أقدم العصور في الصحراء . وتوالت بعد مشهد ركوب الإبل سلسلة من المشاهد التي تعكس العديد من الألعاب الشعبية المتجذرة في الوسط الصحراوي ومنها الألعاب الشعبية المتمثلة على الخصوص في لعبة (الكبيبة ) التي يتعاطى لها الأطفال، ولعبة ( أردوخ) التي تترجم بعض مظاهر اليقضة واللياقة البدنية لدى الذكور، إضافة إلى لعبة (أراخ) التي يكتسب بواسطتها الأطفال والشبان الخفة والتوازن الجسدي والنفسي. وكان لطقوس الزواج حظ وازن ضمن فقرات الكرنفال الاستعراضي لموسم طانطان حيث تحمل العروس في هودج على ظهر الجمل لتزف إلى زوجها وفق مجموعة من الطقوس الأصيلة من ضمنها التفنن في إلباس العروس أزهى الأزياء، وترصيع ملامحها بأثمن المجوهرات، وأرفع ما يوجد من مواد الزينة والتجميل. وعلاوة عن اللوحات التي تختزل ما تزخر به البيئة الصحراوية من عادات وطقوس ضاربة بأصالتها في عمق التاريخ، تضمن هذا الاحتفال الاستعراضي مشاركة وازنة لمختلف القطاعات الإنتاجية والخدماتية التي تساهم في الرقي بإقليمطانطان وتنميته مثل قطاعات الفلاحة والصيد البحري والتعليم والتكوين المهني والشباب والرياضة وغيرها من القطاعات الأخرى التي قدمت مشاهد استعراضية ذات بعد جمالي كبير، وذلك على إيقاع نغمات موسيقية مثل مناطق مختلفة من مناطق المملكة. يذكر أن الكرنفال الاستعراضي لموسم طانطان حضره ايضا سفير النوايا الحسنة لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) المستكشف الأسباني كتين مونيوث وحرمه الأميرة كالينا، إلى جانب رئيس مجلس جهة كلميمالسمارة السيدعمر بوعيدة، وعدة شخصيات مدنية وعسكرية.