قال رئيس الخزانة السينمائية الفرنسية كوسطا كافراس، اليوم الأحد، إن الأفلام الفرنسية المبرمجة في إطار فقرة تكريم السينما الفرنسية بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش تعد مرآة للفن السابع ببلاد الأنوار. واعتبر كافراس، خلال ندوة صحفية نظمت بقصر المؤتمرات جمعت وفدا من المهنيين والمهتمين السينمائيين الفرنسيين، توليفة الأعمال السينمائية التي انتقاها المنظمون تكريما لسينما بلاد الأنوار، سفرا رائعا عبر تاريخ هذه السينما سيتمكن عشاق الفن السابع من خلاله مشاهدة أزيد من ثمانين فيلما متنوعة موضوعاتيا أنتجت خلال الثلاثين سنة الماضية. ونحى المدير العام للخزانة السينمائية الفرنسية سيرج توبيانا، نفس المنحى حين أكد أن توليفة بهذا الكم هي توليفة غير مسبوقة ومبهرة روعي فيها التنوع والغنى، معتبرا أن ذلك يشكل دليلا على أن السينما الفرنسية، التي كرمت بمراكش أمس السبت في شخص الممثلة الكبيرة كارين دونوف وكوسطا كافراس، استطاعت أن تفرض نفسها على المستوى العالمي. وشكلت الندوة الصحفية مناسبة تم خلالها طرح العديد من القضايا المتعلقة بواقع السينما الفرنسية وإشكالياتها، وموقعها على المستوى العالمي وتحدياتها المستقبلية. وأجمعت الفعاليات السينمائية المشاركة في الندوة (أزيد من 15 مخرجا ومهنيا) على أن المكتسب الكبير الذي حققته السينما الفرنسية يتمثل في نجاحها في فرض نفسها كجزء من الهوية الوطنية الفرنسية. ويرجع الفضل في تحقيق هذه المكتسبات إلى عوامل عديدة منها على الخصوص، الدعم الذي تقدمه الدولة في هذا المجال، ودور وسائل الإعلام التي رسخت احترام السينما لدى الجمهور، فضلا عن وجود ترسانة من القوانين التي تحمي وتنظم مجال الإبداع السينمائي وتضمن حريته. وحسب سيرج توبيانا، فقد عززت "الموجة الجديدة" في سينما بلاد الأنوار حضور الفن السابع السابع على الصعيد العالمي من خلال الدفع به أبعد الحدود الممكنة، مضيفا أن الجيل الصاعد من السينمائيين الفرنسيين ضخ دماء جديدة في شرايين هذا الإبداع ليعبر مخيال لغة موليير كل الحواجز. وبالرغم من هذا الوجود المبهر للسينما الفرنسية عالميا، عرج المشاركون في هذه الندوة على بعض المشاكل التي تتطلب بذل مزيدا من الجهد، ومن بينها تغير معايير جمالية الإبداعات السينمائية الناتج بالخصوص عن الرقمنة ومشاكل التوزيع. يشار إلى أن الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش احتفت مساء أمس السبت بالسينما الفرنسية المدرسة الإبداعية التي استطاعت الحفاظ على ألقها وسحرها على مدى أزيد من قرن من الزمن. وقد أهدت مراكش الحمراء خلال حفل نظم بالمناسبة النجمة الذهبية للمهرجان سلمها المخرج الأمريكي الكبير مارتين سكورسيزي، للمخرج السينمائي كوسطا كافراس وللممثلة العالمية كاترين دونوف.