نوه الفنان دريد لحام الممثل والكوميدي السوري بمسرحية "طعم الطين" لفرقة "مسرح أبعاد" من الدارالبيضاء التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان دمشق للفنون المسرحية في دورته الخامسة عشرة (ما بين 27 نونبر و5 دجنبر). وقال الفنان دريد لحام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء مساء أمس عقب عرض مسرحية "طعم الطين" على مسرح "الاستعمالات المتعددة في دار الأسد للثقافة والفنون" بدمشق، إن العرض المسرحي المغربي "جميل وجيد جدا" وكان تشخيص الممثلين (سناء الدقون ومصطفى القيمي) "جيدا ومتناغما" بحيث اعتمدا شغل مساحات على الخشبة عبر التنقل بين الأدوار بشكل"جيد وممتاز". وأكد دريد لحام، سفير النوايا الحسنة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لليونيسيف، أن المسرح المغربي يتمتع بسمعة طيبة في الوطن العربي بالنظر لحمولاته التي تتناول قضايا وهموم وآمال المواطن العربي والقضايا الإنسانية بصفة عامة. ومسرحية " طعم الطين" تم إنجازها اعتمادا عن نص "رسالة حب" للكاتب السوري علاء الدين كوكش ، ومن إعداد واخراج عبد المجيد شكير ، وهي حكاية تدور حول لقاء بين رجل من بلاد "الحجر" وامرأة من بلاد "الرخام" التقيا فجأة في جزيرة على شاطىء البحر بعد حادث سفينة، وهما الناجيين الوحيدين، وتنشأ بينهما علاقة مشحونة ومضطربة، إلا أنهما يرضخان في النهاية للواقع عندما يوقنان أن الجميع سواسية عندما يعيشون في العزلة، وتعتمد المسرحية بشكل أساسي على الرمزية ودلالاتها المختلفة التي تقدم قراءات مختلفة للفكرة الرئيسية. بدوره، قال الكاتب علاء الدين كوكش، في تصريح مماثل، إن العرض كان "شيقا وممتعا" خاصة وأن التواصل تم باللغة العربية الفصحى بحيث أن الجمهور الحاضر فهم واستمتع وتواجب مع هذه المسرحية. وأشار إلى أن الإضافات التي أدخلها المخرج عبد المجيد شكير على النص الأصلي أغنت العرض ومنحته جمالية أكثر، معتبرا أن الأداء كان "رائعا وجيدا" وأن الممثلين بذلا مجهودا كبيرا في تقمص الأدوار. وفي سياق متصل، جاء في قصاصة لوكالة الأنباء السورية أن مسرحية " طعم الطين" نجحت في تشريح نفسي لعلاقة الرجل بالمرأة، بعيدا عن ضغوط مجتمعات المدن الحديثة معرضة هذه العلاقة إلى تحليل درامي هادئ على مساحة أرض محايدة عابرة مع المتفرج إلى مناخات جديدة ومغايرة في اكتشاف الأبعاد الإنسانية المحضة في الحب والكراهية والغيرة والأنانية، وفق ثنائيات أداء متنوع في نبرته المسرحية. وأضافت أن مخرج العرض تمكن من تحقيق سينوغرافيا وظائفية لخدمة الأفكار التي طرحها النص، حيث لعبت قطع الديكور البسيطة دورا في إنجاز كسر إيهام المتفرج عبر آلية تقطيع الفضاء المسرحي إلى ما يشبه شاطئ جزيرة مهجورة توزعت على رمال ساحلها حطام السفينة الغارقة جنبا إلى جنب مع الصخور البحرية وبقايا حقائب المسافرين ركاب السفينة. وأشارت إلى أن العرض استطاع أن يحقق نسبة عالية من الحضور لما يتمتع به المسرح المغربي من سمعة بين المسارح العربية المعاصرة، إضافة إلى الأسلوب الخاص الذي يتصف به المسرحيون المغاربة في معالجة أفكارهم على المسرح، ولاسيما في تجربة المخرج عبد المجيد شكير النظرية والعملية الممتدة لسنوات في المهرجانات العربية. من جهتها، قالت الممثلة سناء الدقون في تصريح صحافي، إن مشاركتها في مهرجان دمشق المسرحي أعطتها دافعا نفسيا كبيرا لتقديم أفضل مالديها للجمهور السوري الذي وصفته بالذواق وشديد الحساسية لما يتمتع به من ثقافة فنية عالية استشعرتها على الخشبة أثناء لحظات الذروة والمفارقات الدرامية التي قدمتها في المسرحية. ويتميز الحضور المغربي أيضا في هذا المهرجان بتكريم الكاتب المسرحي عبد الرحمان بن زيدان، إلى جانب تكريم 19 شخصية أخرى استطاعت أن تحقق حضورها على صعيد مختلف مجالات الإبداع المسرحية. ويقدم خلال مهرجان دمشق المسرحي 12 عرضا سوريا و19 عرضا عربيا وأجنبيا، بالإضافة إلى انطلاق الدورة الأولى لتظاهرة جديدة أطلق عليها إسم "تظاهرة المنصة المسرحية لحوض البحر الأبيض المتوسط"، وستعرض فيها خمس مسرحيات هي "نيجاتيف" من سورية و"حتى إلي يعود" وهو عمل فرنسي تونسي مشترك و"مكان ما في منتصف العالم" من تركيا و"ماشي أون لاين" من لبنان و" باش" من قبرص. وتعقد على هامشه، ندوة فكرية تحت عنوان "المسرح والشباب"،بمشاركة عدد من المسرحيين من العالم العربي ومن الولاياتالمتحدة. وبمناسبة هذا المهرجان، أصدرت الهيئة السورية للكتاب 11 كتابا في مجال المسرح وقضاياه وسيرة مبدعيه من بينها "بحثا عن زنوبيا" و"حريق اللون .. حريق الروح " و"الليلة نلعب ثلاث مسرحيات" و"المهنة مخرج ".