أكدت نائبة كاتب الدولة في الخارجية الأرجنتينية السيدة نورما ناسيمبيني دو ديمون أن تجربة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في مجال تسوية انتهاكات ماضي حقوق الإنسان يمكن أن تشكل "نموذجا" لبلدان أخرى. وقالت السيدة دو ديمون، خلال مباحثات أجرتها مساء أمس الثلاثاء في بوينس آيرس مع رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان السيد أحمد حرزني، إن هيئة الإنصاف والمصالحة قامت بعمل "نموذجي"، مشيرة إلى أن بلادها "تشجع" هذا النوع من التجارب، التي تبدو مهمة أيضا بالنسبة للأرجنتين. وشددت على الأهمية التي توليها الأرجنيتن لتعزيز علاقاتها مع المغرب، "البلد الهام بالعالمين العربي والإسلامي"، مضيفة أن البلدين مدعوان لاستكشاف السبل الكفيلة بتمكين مؤسساتها من التعارف على نحو أفضل وتبادل التجارب. من جانبه، أكد السيد حرزني أن زيارة الوفد المغربي للأرجنتين تأتي عقب الاجتماع الأول للمؤسسات الوطنية العربية الإيبيرو-أمريكية للنهوض بحقوق الإنسان، الذي انعقد في أكتوبر الماضي بالدار البيضاء بمبادرة من المجلس الاستشاري لحقوق الانسان، والذي شارك في أشغاله المدافع عن الشعب الأرجنتيني. وأشار في هذا الصدد إلى المؤهلات "الضخمة" وآفاق التعاون "الواسعة" بين البلدين، اللذين يتقاسمان، من بين أمور أخرى، تجربة العدالة الانتقالية. واستعرض السيد حرزني، الذي يقوم بزيارة عمل إلى بوينوس آيرس بدعوة من وزارة الشؤون الخارجية الأرجنتينية، المحاور الرئيسية لمخطط عمل المجلس، والإنجازات التي حققتها إلى حدود الآن. وأوضح أنه تم إحراز تقدم كبير في مجال الحقوق المدنية والسياسية، مضيفا أن المجلس سيركز عمله في مرحلة ثانية على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية. ويتكون الوفد المغربي من السيد مصطفى الزناسي عضو المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، والسيدة غزلان القباج رئيسة قسم المؤسسات الوطنية الأجنبية بالمجلس. وتندرج هذه الزيارة في إطار جهود المجلس لتعزيز مكتسبات المملكة في مجال حقوق الإنسان، وتبادل التجارب بين البلدان التي شهدت تجارب في مسلسل العدالة الانتقالية.