أجرى رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان السيد أحمد حرزني، اليوم الثلاثاء ببوينس ايرس ، مباحثات مع كاتب الدولة الارجنتيني المكلف بحقوق الإنسان السيد إدواردو دوهالدي. وتطرقت هذه المباحثات، التي حضرها أعضاء الوفد المرافق للسيد حرزني ومسؤولو القطاعات الوزارية بالارجنتين، إلى تبادل التجارب وكذا الجهود المبذولة في المغرب والأرجنتين في مجال النهوض بحقوق الإنسان. وقدم السيد حرزني بهذه المناسبة عرضا شاملا حول مهام المجلس والمراحل التي عرفها مسلسل المصالحة والعدالة الانتقالية في المملكة. وأكد السيد حرزني على أهمية إرساء حوار مستمر بين الهيئات الوطنية لحقوق الانسان بالبلدين ، مذكرا باجتماع المؤسسات الوطنية العربية -الاييبرو- أمريكية الذي احتضنته مدينة الدارالبيضاء خلال أكتوبر الماضي بمبادرة من المجلس الاستشاري لحقوق الانسان وعرف مشاركة المدافع عن الشعب الارجنتيني. وأضاف أن المشاركين في هذا اللقاء اتفقوا على خلق آلية للحوار المتواصل. وأكد السيد حرزني ، الذي عبر عن ارتياحه لتطابق وجهات النظر مع المسؤول الارجنتيني، على مصلحة كل من المغرب والارجنتين في مجال تبادل التجارب وتعزيز روابط الصداقة بينهما، مبرزا وجود إمكانيات غير محدودة للتعاون في جميع المجالات. وأضاف أن المجلس يعتزم تقديم مقترحات ملموسة لكاتب الدولة الارجنتيني المكلف بحقوق الإنسان من أجل الدفع بالحوار والتعاون بين المؤسستين. من جهته، أبرز السيد دوهالدي أن الحكومة المحلية جعلت من قضية الدفاع عن حقوق الإنسان والنهوض بها قضية مركزية في سياستها، موضحا أن العمل في هذا المجال لا يجب أن ينحصر فقط في الوقاية ضد انتهاكات حقوق الانسان، بل تمتد أيضا لمعالجة الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية وغيرها. وأوضح السيد دوهالدي أن عملية جبر ضرر ماضي انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في ظل الديكتاتورية العسكرية في هذا البلد الجنوب الامريكي (1976-1983) لم تنته وأن عدة دعاوى قضائية ضد المسؤولين عن هذه الانتهاكات لا زالت قائمة. وأشار كاتب الدولة الأرجنتيني إلى أن القطاع الذي يشرف عليه مستعد لتلقي جميع المقترحات الرامية إلى تعزيز التعاون في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. ويقوم السيد حرزني بزيارة عمل لمدة ثلاثة أيام الى الأرجنتين بدعوة من وزارة الشؤون الخارجية بالأرجنتين، وتندرج هذه الزيارة في اطار الجهود التي يبذلها المجلس الاستشاري لحقوق الانسان لتعزيز مكتسبات المملكة في مجال حقوق الإنسان وتبادل التجارب مع البلدان التي شهدت مسلسل العدالة الانتقالية.