أجرى السيد أحمد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، أمس الإثنين ببوينوس آيريس، مباحثات مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأرجنتيني الناطق باسم لجنة حقوق الإنسان بنفس المجلس ، السيد دانييل فيلموس، وزار عدة مؤسسات ذات صلة بالحفاظ على الذاكرة بهذا البلد الجنوب أمريكي. وقد تمحورت المباحثات بين السيد حرزني والسيناتور الأرجنتيني حول السبل الكفيلة بإقامة جسور التعاون بين المغرب والأرجنتين في مجال النهوض بحقوق الإنسان وتبادل الخبرات في مجال العدالة الانتقالية. وأشار السيد حرزني، الذي يوجد في زيارة للأرجنتين على رأس وفد من المجلس، إلى أن التجربة الأرجنتينية في مجال العدالة الانتقالية تعد من بين أكثر التجارب أهمية على مستوى القارة الجنوب-أمريكية، مما يكتسي أهمية بالنسبة للمغرب للتعرف عن قرب على هذه التجربة وإرساء سبل للتعاون وتبادل الخبرات مع المؤسسات الوطنية الأرجنتينية العاملة في مجال حقوق الإنسان. وبهذه المناسبة، سجل السيد حرزني، الذي كان مرفوقا خلال هذا اللقاء بسفير المغرب ببوينوس آيريس السيد العربي رفوح، أن التجربة المغربية في مجال المصالحة والعدالة الانتقالية مرت بمرحلتين، الأولى منها، وهي تقترب من نهايتها، تم تخصيصها لتسوية السلبيات المتعلقة بحقوق الإنسان في التاريخ القريب العهد للمملكة. وقال إن هذه المرحلة تتوزع على أربعة محاور رئيسية، هي التعويض المادي لضحايا الانتهاكات الماضية لحقوق الإنسان من خلال معالجة تسعة آلاف ملف وتعويض 23 ألف شخص ما بين ضحايا وذوي الحقوق، وجبر الضرر الجماعي لفائدة المجموعات من خلال مشاريع ذات طابع اجتماعي واقتصادي، والحفاظ على الذاكرة وتجلية الحقيقة حول حالات الاختفاء القسري، وإصلاح القضاء والحكامة الأمنية بهدف ضمان عدم تكرار انتهاكات الماضي. واشار السيد حرزني إلى أن المرحلة الثانية انصبت على بعض الحقوق المدنية والسياسية، خصوصا حقوق المهاجرين والمسائل المتعلقة بتنقل الأشخاص وحق اللجوء، موضحا أن تقدما كبيرا قد تحقق على مستوى الحقوق المدنية والسياسية وأن العمل مستقبلا سيتمحور حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية مع إعطاء أولوية للحقوق المتصلة بالتعليم والصحة والسكن اللائق والشغل. وذكر رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الانسان أيضا بان المملكة ترتبط مع شركائها بواسطة خطة وطنية لتعزيز الديمقراطية وحقوق الانسان، مشيرا الى ان المغرب يوجد ضمن ال26 بلدا في العالم التي تتوفر على برنامج من هذا القبيل ، ويعد ثاني بلد في حوض المتوسط بعد اسبانيا. ومن جانبه أكد رئيس لجنة شؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الارجنتيني، ان الرئيسة الحالية للدولة كريستينا دو كيرشنير، كما كان عليه الحال بالنسبة لزوجها الرئيس الارجنتيني السابق نيستور كيرشنير، عملا على توطيد العلاقات بين سوق الجنوبية المشتركة (ميركوسور- الارجنتين والباراغوي والاوروغواي والبرازيل) وبين الدول العربية، معبرا عن استعداد بلاده للرفع من مستوى العلاقات الثقافية بين الكتلتين لترقى الى مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية. وأعرب السيد دانييل فيلموس ، الذي كان قد وشح بصفته وزيرا للتربية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالوسام العلوي من درجة ضابط كبير، وذلك خلال الزيارة التي قام بها جلالته للأرجنتين سنة 2004 ، عن اهتمام بلاده في استشراف السبل الكفيلة بخلق تعاون مشترك بين المغرب ودول أمريكا الجنوبية في مجال حقوق الانسان. وكان السيد حرزني والوفد المرافق له قد قام بزيارة للمدرسة الميكانيكية للبحرية، التي كانت تحتضن مركزا للاحتجاز السري والمركز الثقافي لذاكرة هارولدو كونتي،والأرشيف الوطني للذاكرة وفضاء تخليد الذاكرة ، حيث نصبت لوحات تذكارية لضحايا الانتهاكات التي ارتكبت في الماضي . واستمع وفد المجلس الاستشاري لحقوق الانسان الذي يضم أيضا السيد مصطفى اليزناسني عضو المجلس والسيدة غزلان القباج رئيسة قسم المؤسسات الوطنية والدولية بالمجلس، بهذه المناسبة الى شروحات تتعلق بوظيفة ومهام كل واحدة من هذه المؤسسات. وتدخل زيارة السيد حرزني التي ستتواصل الى غاية فاتح دجنبر، في اطار الجهود التي يبذلها المجلس الاستشاري لحقوق الانسان لتطوير ما حققته المملكة في مجال حقوق الانسان ولتبادل الخبرات بين الدول التي عرفت بعض التجارب في القضاء الانتقالي.