يحتفل العالم يوم غد الخميس باليوم العالمي لإلغاء العبودية، ومناهضة كل أشكال الإتجار في البشر وتشغيلهم قسرا في أعمال لا يرغبون فيها. فقد دفعت الممارسات المهينة للإنسان والحاطة من كرامته عبر التاريخ إلى تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، وجعلت الثاني من دجنبر من كل سنة يوما عالميا لإلغاء العبودية ، وذلك منذ 2 دجنبر 1949. وفي هذا الإطار دعا بان كي مون ، الأمين العام للأمم المتحدة ، في رسالة بمناسبة الإحتفال بهذا اليوم ، إلى تجديد الإلتزام الدولي بضمان القضاء على كل أشكال العبودية ، محذرا من استمرارها في بعض المناطق . وقال "إن أحد وسائل مكافحة العبودية تتمثل في تذكر الماضي وتكريم ضحايا تجارة الرقيق عبر الأطلسي ، وإننا بتذكير أنفسنا بمظالم الماضي نساعد في ضمان أن مثل هذا الإنتهاك المنظم لحقوق الإنسان لن يتكرر أبدا". وأوضح بان كي مون أن جذور العبودية تكمن في " الجهل والتعصب والجشع" ، مشيرا إلى أن " دوافع مماثلة كانت وراء النقل القسري لملايين الناس من أوطانهم في إفريقيا بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر". ومن جهتها دعت أرينا بوكوفا ، المديرة العامة لليونسكو ، في كلمة بالمناسبة ، إلى احترام التنوع الثقافي ، معتبرة أن" العبودية شكلت أسوأ مأساة في تاريخ البشرية تسترعي التأمل في أفضل السبل لتخطي هذه الذكريات المؤلمة". وتجدر الإشارة إلى أن العبودية انتشرت منذ العصور القديمة في عهد حمورابي سنة 1760 قبل الميلاد وعرفتها مختلف الحضارات بما فيها المصرية واليونانية والرومانية ، وكانت تمارس لاستخلاص الديون أو للعقاب على أفعال جرمية أو استرقاقا لأسرى الحروب وأبناء العبيد إلى أن جاء الإسلام الذي منع استعباد البشر رغم استمرار الظاهرة تحت مسميات أخرى .