أكدت مديرة مكتب برنامج الأممالمتحدة للتنمية بجنيف السيدة سيسيل مولينيي، أن المغرب حقق "تقدما ملموسا" في مجال التنمية البشرية. وأعربت المسؤولة الأممية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء عن ارب تياحها ل"الإرادة السياسية القوية المعبر عنها على أعلى مستوى في المغرب بهدف ايلاء قضايا التنمية البشرية ما تستحقه من اهتمام". وأكدت أن هذه الإرادة الوطنية القوية لرفع تحديات التنمية المحلية تسترعي انتباه العديد من الشركاء الذين يرغبون في دعم هذه الجهود بشكل أكثر تنسيقا وتشاورا، معربة عن تفاؤلها بخصوص آفاق التنمية في المغرب. وذكرت السيدة مولينيي في هذا الصدد بمشروع "آرت غولد"، وهو مشروع رائد يروم تعزيز الإستراتيجيات الوطنية للتنمية المحلية والحكامة، وذلك من خلال تنسيق عمل الفاعلين الدوليين والتعاون اللاممركز، الذي يعملون في مختلف جهات المملكة. وقالت إن "القيمة المضافة لهذه المقاربة تتمثل في اقتراح إطار منسجم لتعدد الفاعلين الذين يتدخلون على صعيد الجهات"، موضحة أن "إطار التعاون هذا يرتكز قبل كل شيء على استراتيجية وطنية للامركزية". وأشارت السيدة مولينيي إلى أن برنامج التعاون هذا يعزز الجهود والإنجازات التي حققها المغرب في مجال اللامركزية، مؤكدة أن برنامج الأممالمتحدة للتنمية عازم على تعزيز روابط التعاون بشكل أكبر مع المديرية العامة للجماعات المحلية، قصد تمكين الفاعلين في مجال التنمية المحلية من الاستفادة من خبرة وتجارب البرنامج في مجال تدبير الشأن المحلي. + المغرب عنصر فاعل في مجال التعاون جنوب-جنوب + من جهة أخرى، أشارت السيدة مولينيي إلى أن المغرب يعد عنصرا فاعلا في مجال التعاون جنوب-جنوب وأنه حاضر ضمن البرامج الجديدة لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية المقترحة بالخصوص أيضا على السنغال وموريتانيا. واعتبرت المسؤولة الأممية أن المقاربة اللامركزية للتنمية، التي تحظى بدعم برنامج الأممالمتحدة للتنمية بالمغرب تشكل "نموذجا متميزا وفعالا" سيتم اقتراحه على بلدان جنوب الصحراء. وقالت إن " المملكة المغربية، التي تتمتع بتقاليد عريقة وقوية في ميدان التعاون مع بلدان الجنوب، سيتم اللجوء إليها بالتأكيد للاستفادة من تجربتها" في هذا المجال. وعلى صعيد آخر، شددت السيدة مولينيي على أهمية القمة الخامسة للجماعات والحكومات المحلية الافريقية (أفريسيتي) التي عقدت بمراكش في الفترة ما بين 16 و 20 دجنبر الجاري بمشاركة خمسة آلاف فاعل في التنمية المحلية، موضحة أن القمة شكلت مناسبة لاجراء اتصالات مع شركاء في التنمية المحلية وكذا تحديد حاجيات القارة الإفريقية، مع اطلاق شراكات اقليمية جديدة. وأكدت أن "النماذج التقليدية للتنمية أبانت عن محدوديتها"، قبل أن تشدد على ضرورة إعادة النظر في سياسات التنمية المحلية من خلال توسيع حقل الشراكات في "إطار متجدد لتعدد الأطراف". وأضافت أن البلدان المتقدمة كما هو الشأن بالنسبة للبلدان السائرة في طريق النمو تواجه مشاكل مرتبطة بالتغيرات المناخية ومحاربة الفقر والتنمية المستدامة، داعية إلى تضافر الجهود على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية من أجل رفع التحديات المطروحة سوية. وأكدت المسؤولة الأممية أيضا الأهمية التي يوليها برنامج الأممالمتحدة للتنمية للقارة الإفريقية، مذكرة بأن حوالي 80 في المائة من المشاريع التنموية التي يشرف عليها البرنامج الأممي تنجز بإفريقيا.