جددت الحكومة البريطانية التأكيد على رغبتها في العمل على تقوية علاقات التعاون في جميع المجالات مع المغرب الشريك الاستراتيجي في منطقة شمال إفريقيا. أعرب عن ذلك السيد إليستير بورت، الوزير بالخارجية البريطانية المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة زيارة العمل التي يبدأها اليوم الثلاثاء للمغرب. وتعتبر هذه الزيارة الأولى له للمملكة منذ مجيء الحكومة الإئتلافية بزعامة حزب المحافظين الى السلطة، حسب السيد إيلستير، "مناسبة لتجديد التأكيد على الأهمية التي توليها لندن لتقوية علاقات التعاون الممتازة مع الرباط"، مؤكدا أن الزيارة ستكون مناسبة لبحث وسائل تعزيز وتقوية التعاون مع المسؤولين المغاربة المكلفين بالشؤون الخارجية والتعاون والشؤون الاقتصادية، بالإضافة الى وسائل تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين. وأضاف المسؤول البريطاني أن المملكة المتحدة تظل عازمة على العمل بشراكة مع المغرب بخصوص القضايا الثنائية والجهوية والإقليمية، موضحا أن زيارته للمغرب تعتبر أيضا فرصة لتحديد أنجع السبل لإضفاء دينامية على المبادلات التجارية والاقتصادية بين البلدين بالإضافة الى تقوية التعاون بخصوص القضايا السياسية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك. + المغرب شريك هام في شمال إفريقيا + وأكد المسؤول البريطياني أن الحكومة الإئتلافية التي يقودها الوزير الأول عن حزب المحافظين، دافيد كامرون، تعتبر المغرب "شريكا هاما في شمال إفريقيا". وأضاف أن العلاقات التجارية الثنائية قوية، مشيرا إلى أن الصادرات البريطانية للمغرب ارتفعت بنحو 24 في المائة خلال النصف الأول من السنة الجارية. وقال "نعتبر المغرب شريكا استراتيجيا في شمال إفريقيا". وفي معرض تأكيده على الأهمية الاستراتيجية لشمال افريقيا بالنسبة لأوربا عموما وبريطانيا على وجه الخصوص، أكد المسؤول البريطاني أن بلاده تولي أهمية بالغة لتقوية علاقات التعاون مع المغرب البلد الرئيسي في المنطقة. وأكد أن "الحكومة البريطانية تولي اهتماما بالغا لتطوير شراكتها مع منطقة شمال إفريقيا ومع المغرب"، موضحا أن قطاعات البناء والتجهيزات الأساسية تقدم فرصا هامة للاستثمار بالنسبة لبريطانيا والمغرب. وأوضح أن الطاقة والسياحة من بين القطاعات التي تتيح مؤهلات كبيرة، مذكرا بأن مقاولة تعمل ببريطانيا حصلت مؤخرا على عقد مهم لتطوير الطاقة الشمسية بقيمة 500 مليون أورو بمنطقة طرفاية. وقال السيد بورت إن الأمر يتعلق بمبادرة ناجحة، مبرزا أهمية إعلان عودة شركة الطيران البريطانية (بريتيش إيروايز) خلال فصل الربيع المقبل إلى المغرب بثلاث رحلات أسبوعية في اتجاه مدينة مراكش. وأضاف أن الخدمات المالية تعتبر أيضا قطاعا واعدا بالنسبة للتعاون بين البلدين الصديقين. كما أبرز المسؤول البريطاني أهمية مذكرة التفاهم التي تم توقيعها الأسبوع المنصرم بين المجموعة البريطانية (أ. دي. إس) المتخصصة في مجال الفضاء والدفاع والأمن وتجمع الصناعيين المغاربة للطيران والفضاء بمناسبة اجتماع مجلس الشؤون المغربية البريطانية في لندن. وقال إن هذا الاتفاق يعكس بشكل ملموس إرادة المغرب والمملكة المتحدة لرفع شراكتهما إلى مستوى تطلعات مسؤولي البلدين. من جهة أخرى، أشاد السيد بورت بالجهود التي تبذلها سفيرة المغرب في بريطانيا الشريفة للا جمالة العلوي، لتعزيز العلاقات بين المغرب والمملكة المتحدة. وقال إن مختلف المبادرات التي تقوم بها السفارة لها انعكاس واضح على الجهود التي تبذل من أجل النهوض بالعلاقات بين البلدين في جميع المجالات، مؤكدا أن حكومته "تثمن الانخراط الشخصي للشريفة للا جمالة العلوي في هذا الشأن". +محاربة الإرهاب، المغرب شريك مهم في منطقة معرضة للتهديدات+ ومن جانب آخر، أكد المسؤول البريطاني أهمية المكانة التي يحتلها المغرب على الصعيد الأمني بالمنطقة، مشيدا بالتعاون الذي يربط لندنوالرباط في مجال الأمن الاستراتيجي. وأعرب عن ارتياح الحكومة البريطانية للتعاون الجيد القائم بين المغرب وبريطانيا في مجال محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن لندن تحث جميع بلدان المنطقة على التعاون في إطار محاربة التهديدات المشتركة. وأضاف: "لاحظنا ارتفاعا في أنشطة (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) بالمنطقة"، مشيرا إلى أن بلاده لن تدخر أي جهد "لمساعدة شركائنا بالمنطقة للتصدي لهذا التهديد".