دعا السيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، اليوم الخميس في بروكسيل، مختلف الفرق في البرلمان الأوروبي إلى تعزيز دينامية المفاوضات الجارية حول قضية الصحراء المغربية،التي يدعمها الاتحاد الأوروبي، بالنظر للدور الذي يمكن لهذه المؤسسة أن تضطلع به من أجل دعم اندماج مغاربي قوي وتضامني. وقال السيد الفاسي الفهري، في أعقاب سلسلة لقاءات أجراها بمقر البرلمان الأوروبي، وخاصة مع رؤساء الفرق السياسية، وكذا مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، إنه ذكر خلال هذه اللقاءات بأن "الشراكة الاستراتيجية الجيدة والمكثفة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، التي توجت بالوضع المتقدم، تتطلب الصرامة، والحذر، والحكمة في بحث كافة القضايا ذات الصلة بالعلاقات بينهما، في إطار حوار مسؤول وبناء". وأكد الوزير في هذا الإطار أن أنه قدم جميع التوضيحات حول تطور "ما يسمى اليوم بأحداث العيون وضاحيتها والتي يعرفها الرأي العام المغربي تمام المعرفة ، والتي صار الرأي العام الدولي يعرفها بشكل أفضل من خلال الشروحات التي تم تقديمها". وأعرب السيد الفاسي الفهري عن "بالغ الارتياح لكون البرلمان الأوروبي، وعلى غرار باقي المؤسسات الأوروبية، لم يقع في فخ التوظيف والمزايدة الإعلامية التي نشهدها بخصوص هذه الأحداث الأليمة". وقال إنه " وعكس الادعاءات الدنئية التي تم الترويج لها، تأكد اليوم أن القوات العمومية التي لم تكن مزودة إلا بالسترات الواقية والهراوات، لم تستعمل في أي لحظة الأسلحة النارية، ولم يتم تسجيل وفاة أي مدني أثناء عملية تفكيك مخيم اكديم ايزيك"، مضيفا أن "الضحايا الوحيدين في هذه العملية سقطوا في صفوف القوات العمومية التي فقدت 11 من عناصرها". وأكد السيد الفاسي الفهري أن "الهدف الوحيد لهذه الحملة التضليلية يتمثل في التشويش على مسلسل المفاوضات الجارية"، موضحا أنه ذكر محاوريه ب`"أهمية هذا المسلسل من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومتوافق عليه لهذا النزاع الاقليمي". كما حذر من هذه "العملية التمويهية " المحبوكة والمبرمجة فوق التراب الجزائري، والتي زادت حدتها منذ أن قدم المغرب مبادرة الحكم الذاتي استجابة لنداء المنتظم الدولي . وقد قررت ندوة الرؤساء، وهي هيئة تقريرية للبرلمان الأوربي بعد التوضيحات والأدلة القوية التي قدمها الوزير المغربي حول الأحداث المأساوية بالعيون، سحب مشروع قرار حول الصحراء كان من المفترض أن يطرح للتصويت عليه خلال الجلسة العامة المقبلة للبرلمان الأوربي في 25 نونبر الجاري. واتفق الطرفان على مواصلة النقاش في مناخ من الثقة والهدوء على مستويات عدة. وذكر الوزير، في هذا السياق، بدور اللجنة البرلمانية المشتركة بين البرلمان المغربي ونظيره الأوروبي والتي أحدثت في إطار الوضع المتقدم ، كهيئة لمناقشة كافة جوانب العلاقات بين المغرب والاتحاد الاوربي، بما في ذلك القضية الوطنية. وكان السيد الفاسي الفهري مرفوقا خلال هذه اللقاءات على الخصوص بسفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي السيد منور عالم.