عبرت شخصيات مغربية وفرنسية من أصل مغربي، أمس الثلاثاء بباريس، عن حزنها وتأثرها لرحيل إدمون عمران المليح "الكاتب الكبيرالمتشبث بمغربيته"، الذي وافته المنية أول أمس الاثنين بالرباط عن سن تناهز 93 عاما. وأشاد أحد ابن عمومة إدمون عمران المليح، ألبرت ماليت، رئيس منتدى باريس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذا "الباحث الكبير" الذي أثرى التراث المغربي وساهم في نشره خارج الوطن، مشددا على أنه كان "مغربيا حتى النخاع أغنى التراث اليهودي المغربي، وساهم في إشاعته خارج المغرب". وأوضح السيد ماليت أنه بفضل الراحل المليح يدرس اليوم التراث المغربي في بعض الجامعات بإسرائيل، على سبيل المثال، مشيرا إلى أنه يتم إبراز "تسامح وانفتاح المغرب وكذا مكانة اليهود في هذا البلد". وأضاف رئيس هذه المنظمة الفرنسية غير الحكومية، التي تضم مدافعين بقوة عن الحوار الإسرائيلي-الفلسطيني، أن أعمال الراحل، الذي كان باحثا كبيرا محاطا بأناس كثيرون، "معروفة ومعترف بها". وفي تصريح مماثل أشاد الفنان المغربي مهدي قطبي، رئيس منتدى الصداقة الفرنسية-المغربية، من جهته بهذا "الكاتب المغربي الكبير" الذي ظل دوما مواكبا للفن والفنانين". وقال قطبي، الذي صاحب الراحل نحو 30 سنة، "كنت دائما شديد الإعجاب بإدمون وبمغربيته وبالقوة التي كان يمتلكها من أجل أن يكون عادلا تجاه الفلسطينيين"، مذكرا بدفاع الفقيد "عن القضية الفلسطينية"، وباختياره العودة إلى المغرب للعيش فيه. وأشار مهدي قطبي إلى أن أعمال الكاتب المغربي إدمون عمران المليح، الذي شيع جثمانه إلى مثواه الأخير أمس الثلاثاء بالصويرة، "ستظل مسجلة وأساسية ورئيسية في الأدب المغربي". يذكر أن الراحل إدمون عمران المليح، الذي ولد بآسفي عام 1917 من عائلة يهودية مغربية، درس الفلسفة وامتهن الصحافة بباريس، ولم يبدأ الكتابة إلا سنة 1980، وتلامس كتاباته أصنافا أدبية مختلفة. وقد خلف الراحل مكتبة زاخرة من الأعمال الروائية منها، "المجرى الثابت" (سنة 1980)، و"أيلان أو ليل الحكي" (1983)، و"ألف عام بيوم واحد"(1986)، و"جان جينه، الأسير العاشق"(1988) و"إمرأة، أم" (2004)، و"رسائل إلى نفسي" التي كانت آخر أعماله.