أجمعت شخصيات مغربية وأجنبية، أمس الثلاثاء بالصويرة، على استحضار الثراء الثقافي الذي وسم إبداع الراحل إدمون عمران المليح، الذي وافته المنية أمس الاثنين بالرباط، وافتخاره بأصوله المغربية. ففي شهادات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء خلال مراسم تشييع جثمان الراحل بالمقبرة البحرية بالصويرة، أبرزت هذه الشخصيات إسهام الراحل في الفكر المغربي، خاصة في مجالي الأدب والفن، مبرزة أن إدمون عمران المليح كان مثقفا ملتزما ومدافعا قويا عن الهوية المغربية. وفي شهادة مؤثرة، أبرز الشاعر صلاح الوديع أن الراحل لم يمثل فقط قيمة إبداعية في المجال الثقافي المغربي، بل شكل أيضا نموذجا للتناغم داخل الشخصية المغربية بكل أبعادها الثقافية والحضارية واللغوية والعقائدية. وأضاف أن إدمون عمران المليح استطاع أن يجسد هذه الشخصية في حياته اليومية، من خلال علاقته مع الأشخاص البسطاء والأدباء، فشكل بذلك مرآة لجميع المغاربة. من جانبه، أكد السيد سيرج بيرديغو، رئيس الطائفة اليهودية بالمغرب، أن مراسم تشييع جثمان إدمون عمران المليح أبانت بأن المغرب بلد التسامح والسلام، حيث يتعايش اليهود والمسلمون، مضيفا أن الراحل كان مفكرا معتزا بهويته المغربية متعددة الأوجه. من جهتها، أبرزت السيدة ليلى شهيد، سفيرة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، أن الراحل استطاع أن يستمد، من أصوله اليهودية المغربية، القوة للتذكير بأن هذا البلد أرض لجميع المغاربة، أمازيغ وعربا، يهودا ومسلمين. وأضافت أن وطنية إدمون عمران المليح انطلقت من المغرب لتصل إلى فلسطين، معتبرة أن كتاباته تشكل إرثا حقيقيا يرصد فترة من تاريخ المغرب تميزت بالتعايش بين المسلمين واليهود. وأشار الكاتب والصحافي محمد العربي المساري، من جهته، إلى أن الراحل كان مفتخرا بوطنيته ونضاله لفائدة القضية الفلسطينية، مضيفا أنه كان من كبار الكتاب والمفكرين استطاع أن يظهر شغفه بوطنه. من جانبها، أبرزت السيدة ثريا جبران، وزيرة الثقافة السابقة، أن إدمون عمران المليح يعد أديبا وطنيا، أحب بلده، وظل وفيا للقضية الفلسطينية، معتبرة أن كتاباته تشهد على وطنيته ونضاله. أما السيد رشيد بنمختار، رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية، فأشار إلى أن إدمون عمران المليح يعد رجلا استثنائيا، مضيفا أنه يعد نموذجا للوفاء والنزاهة الثقافية، سيظل حيا من خلال مجمل كتاباته. وكانت مراسم تشييع جثمان الكاتب المغربي إدمون عمران المليح قد جرت بعد ظهر اليوم بالمقبرة البحرية بالصويرة، بحضور السيد أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة، وأفراد من أسرته وأصدقائه من عوالم الثقافة والفن والسياسة.