أكد الكاتب والناقد يحيى بن الوليد أن الأديب والمفكر المغربي الراحل إدمون عمران المليح أسهم كثيرا في إبراز الطابع التعددي للثقافة المغربية. وأوضح يحيى بن الوليد، صاحب كتاب "الكتابة والهويات القاتلة" الذي تناول أدب وفكر إدمون عمران المليح، أن المبدع الفقيد "رجل لا يعوض بفضل أفقه الفكري والثقافي الرحب الذي احتوى أطياف الثقافة المغربية". وقال الناقد المغربي، في شهادة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إدمون عمران المليح باعتباره أديبا مغربيا يهودي الديانة توقف كثيرا عند المكون اليهودي للثقافة المغربية منذ روايته الأولى "المجرى الثابت"، ومن بعدها في أعمال أخرى من بينها على الخصوص "ألف عام بليلة واحدة". وشدد بن الوليد على أن الأديب الراحل لم يسقط في "فخ الخلط بين التاريخ والتخييل في كتاباته"، خصوصا تلك التي تطرقت إلى الهجرة لإسرائيل، والتي كان يعتبرها إدمون عمران المليح "نزيفا وخسارة فادحة للثقافة والهوية المغربيتين". وتحدث الناقد المغربي في مؤلفه "الكتابة والهويات القاتلة"، الصادر عن دار "الأزمنة" بالأردن ويتضمن ثلاثة فصول، عن المواقف السياسية لإدمون عمران المليح المناصرة للقضية الفلسطينية، وإسهاماته الفلسفية المتأثرة بمدرسة فرانكفورت. كما أفسح المؤلف مجالا واسعا للحديث عن الروائي إدمون عمران المليح، الذي أثرى ساحة الأدب المغربية بمجموعة من الروايات، بالإضافة إلى كتاباته النقدية في مجال الفن التشكيلي، وبعض الإسهامات حول مدينة أصيلة، التي كان يؤوي إليها بحثا عن "الكتابة والنفاذ إلى جوهر الأشياء".