نظمت هيئات حقوقية ومدنية وشبابية، مساء اليوم السبت، وقفة احتجاجية أمام السفارة الإسبانية بالرباط، عبروا خلالها عن شجبهم الشديد للتعامل اللامهني واللاموضوعي الذي ينهجه الإعلام الإسباني، عن سابق إصرار وترصد، عند تطرقه للقضايا الوطنية، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية. وفي هذا السياق، أجمع المشاركون في هذه الوقفة على استنكارهم وشجبهم للمنزلق الذي سقطت فيه بعض وسائل الإعلام الإسبانية، وخصوصا وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية (إفي) عندما عمدت إلى توظيف صور لأطفال فلسطينيين سقطوا ضحايا العدوان الإسرائيلي على أنها تجسيد لأحداث الشغب التي عرفتها مدينة العيون مؤخرا. لأجل ذلك، ردد المشاركون، وهم يحملون الأعلام الوطنية ومحاطين بالشموع، شعارات تدين، في مجملها، هذه الصحافة الإسبانية. وبالمناسبة، أوضح رئيس حركة المبادرة الديمقراطية السيد عبد القادر أزريع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنظيم هذه الوقفة يأتي في سياق الأحداث التي عرفتها العيون مؤخرا، وسط تكالب وتآمر واضح على النيل من سمعة المغرب على المستوى الداخلي والخارجي، مضيفا أن استغلال وسائل إعلامية إسبانية لصور أطفال ضحايا سقطوا جراء العدوان الاسرائيلي يحيل بشكل مباشر على غيات أي وازع مهني في تعاملها مع الشأن المغربي. واعتبر أن الإعلام الإسباني، من خلال تعمده سلوك هذا النهج، "يفصح، بطريقة أو بأخرى، عن العقلية الاستعمارية والانتهازية التي يسخر في سبيلها إعلاما لا يراعي أخلاقيات المهنة أو علاقات حسن الجوار، على اعتبار أن المغرب وإسبانيا بلدان متوسطيان". وأشار إلى أن تنظيم هذه الوقفة أمام مقر السفارة الإسبانية يشكل أيضا دعوة للشعب الإسباني من أجل الانتباه والتحري بخصوص الأخبار والمواد الإعلامية التي تروجها بعض المنابر الإعلامية التابعة لبلاده، مضيفا أن هذا التوظيف الإعلامي المغرض للقضايا المغربية لن يخدم مصالح أي من الشعبين، اللذين يحذوهما، بدون شك، الأمل في أن تتحول ضفتي البحر الأبيض المتوسط إلى فضاء للسلم والتآزر والتعاون. من جانبه، حذر السيد عبد الله البقالي، نائب رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في تصريح مماثل، من أن هناك وسائل إعلام إسبانية بات همها الأساسي هو تسميم العلاقات المغربية الإسبانية، موضحا أن "احترامنا للشعب الإسباني لا يعني أبدا أننا مستعدين لكي نقبل تحيز الإعلام الإسباني لخدمة مصالح خارجية تضمر العداء للمغرب". وأعرب السيد البقالي عن أمله في أن يستيقظ الضمير المهني الموضوعي لهذه المنابر الإعلامية الإسبانية، التي صارت تحرص، كل الحرص، على خدمة أجندة سياسية على حساب معايير المهنية والحياد التي تستوجبها أخلاقيات مهنة الصحافة. من جانبه، أبرز نائب رئيس جمعية ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر السيد الحافظ بن رشيد، أن هذه الوقفة تشكل فرصة لإيصال رسالة تنبيه إلى بعض وسائل الإعلام الرسمية بإسبانيا التي ما فتئت تضحي بالمهنية والموضوعية عندما يتعلق الأمر بالشأن المغربي خدمة لأهداف انفصالية، ليس منوطة بها لا من قريب ولا من بعيد. من ناحيته، أوضح السيد عبد المطلب أعميار، عضو الفيدرالية الدولية للحكم الذاتي بباريس، أن أحداث العيون كانت مبرمجة وفق أجندة سياسة مضبوطة تزامنت مع حدثين هامين، يتمثل الأول في احتفالات الشعب المغربي بمناسبة الذكرى ال`35 للمسيرة الخضراء، والثاني في انطلاق المفاوضات غير الرسمية حول قضية الصحراء بمانهاست بالولايات المتحدةالأمريكية. وأضاف أن أحداث الشغب التي شهدتها العيون وطريقة تعامل الإعلام الإسباني معها "كشفت، من جهة، عن الوجه الحقيقي للعقلية الانفصالية التي تنحو دائما نحو العنف والتقتيل، انطلاقا من منطق عصاباتي صرف، وكذا عن توظيف مغرض يائس لهذه الأحداث من قبل الإعلام الإسباني".