دعا المشاركون في ندوة حول "التحديات المناخية والثروات الطاقية والتنمية المستدامة"، اليوم الخميس بطنجة، إلى اعتماد سياسة اقتصادية تحافظ على النظام البيئي وتتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة. وأوضح المشاركون في الندوة المندرجة في إطار أشغال منتدى ميدايز 2010، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم تعد تحديا يواجه الإنسانية بأكملها مما يستوجب العمل على اتخاذ تدابير جديدة ومبتكرة للحد من آثارها. وأشاروا إلى أهمية صياغة سياسات وطنية للحد من التغيرات المناخية، والتشجيع على استخدم الطاقة النظيفة، مشددين على ضرورة الحد من انبعاث الغازات وتدهور النظام البيئي. وفي هذا السياق ،أكد السيد فيليب دو فونتين فيف نائب رئيس البنك الاوروبي للاستثمار ضرورة اعتماد سياسة اقتصادية ترتكز على ثلاثة محاور أساسية وهي التحليل المعمق، والعمل الدقيق، وكذا الطموح الذي سيمكن الدول النامية على الخصوص من الحد من آثار التغيرات المناخية"، مبرزا أهمية الاعتماد على الطاقات النظيفة وخصوصا الطاقة الريحية والشمسية، وكذا إعادة التفكير جديا في أنماط الإنتاج والاستهلاك. من جهته، شدد نائب رئيس معهد السياسة الخارجية للشعب الصيني السيد شينغ تاو على أهمية تشجيع الثقافة الإيكولوجية واعتماد تدابير مبتكرة من شأنها المساهمة في نقل التكنولوجيا من البلدان المتقدمة نحو البلدان الأقل نموا، مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية إزالة بعض المنشآت الطاقية التي تسبب انبعاث كبيرة الغازات، على غرار ما قامت به جمهورية الصين الشعبية. من جانبه، قال السيد جيك جيريميك، وزير الشؤون الخارجية الصربي ، إن "الأزمات الغذائية والمالية والاقتصادية تدفعنا إلى النظر بشكل أعمق في كيفية استخدام الموارد الطاقية الحالية بشكل أفضل"، مطالبا بضرورة العمل على تقليص معدل الكربون وتثبيت سعره في الأسواق للحد من انبعاث الغازات. وتتواصل أشغال منتدى ميدايز في دورته الثالثة بمناقشة خمسة محاور، فضلا عن الجلسة الخاصة بالشرق الأوسط وأعمال (ميدايز). ويتعلق الأمر ب`"التحديات المناخية والتنمية المستدامة: أي إجابات اقليمية للرهانات الشمولية" و"التنمية الاقتصادية وأهداف الألفية والتمويلات المتجددة: أية مقاربة ملائمة لجمع المبادرات المتعددة حول دائرة جديدة للتنمية المندمجة، و"الحكامة وحقوق الإنسان والإصلاحات المؤسساتية" و"حل الأزمات وتفادي النزاعات والأمن الشامل: كيفية تعزيز المؤسسات الإقليمية" و"الأسواق النامية: كيفية تعميق أسس النمو". أما الجلسة الخاصة بالشرق الأوسط فستتمحور حول موضوع "أي مبادرات جديدة لاستئناف مسلسل السلام". ويقوم منتدى (ميدايز)، الذي ينظم هذه الدورة تحت شعار "الجنوب بين الأزمات والانبثاق"، للسنة الثالثة على التوالي بتنظيم أعمال (ميدايز) التي ستخصص لتحليل الاقتصاد وخلق فرص الأعمال بالنسبة للشمال والجنوب.