افتتحت اليوم الأربعاء بمكناس فعاليات الأسبوع الجهوي للجودة تحت شعار "التدبير بالجودة مدخل للرفع من مردودية المؤسسات التربوية"، الذي تنظمه، على مدى ثلاثة أيام، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مكناس-تافيلالت. وأبرز مدير الأكاديمية السيد محمد أضرضور، خلال يوم دراسي نظم بالمناسبة، حضره خبراء من المغرب وفرنسا في مجال الجودة، إلى جانب عدد من الأطر التعليمية بالجهة، أن الجودة التي شكلت على الدوام هاجسا للارتقاء بمنظومة التربية والتكوين خاصة بعد تبني الميثاق الوطني، أصبحت اختيارا عالميا من خلال استنباط ثقافة المقاولة ونقل مجموعة من المفاهيم المنبثقة عن هذا الميدان إلى الحقل التربوي. وأوضح أنه سيرا على النهج الإصلاحي الذي دعا إليه الميثاق، تمت بالفعل مراجعة البرامج والمناهج والكتب المدرسية مع التركيز على تدبير الزمن المدرسي والإيقاعات والعطل المدرسية بهدف الحد من هدر زمن التعلم ومواجهة الهدر المدرسي والرفع من مردودية المنظومة التربوية، مشيرا إلى أن إجراءات وتدابير عدة اتخذت لتحقيق هذه الغاية. وبعد أن أبرز أن الأكاديمية الجهوية لمكناس-تافيلالت تم اختيارها ضمن أربع أكاديميات للمشاركة في مشروع الارتقاء بجودة منظومة التربية والتكوين من خلال تسع ثانويات تأهيلية موزعة على نيابات مكناس والحاجب وإفران، أشار إلى أن عملية افتحاص الجودة التي شملت هذه المؤسسات، أظهرت نقط قوتها التي يمكن اعتمادها لتحسين الأداء وحددت مكامن ضعفها مما يتيح فرصة معالجتها. وأضاف السيد أضرضور أن الأكاديمية بادرت إلى تعميم وضع خلايا محلية لإرساء نظام الجودة، مؤكدا العزم على ولوج مرحلة جديدة واعتماد أسلوب جديد في مقاربة تدبير مؤسسات التربية والتكوين بإشراك جميع الفاعلين في القطاع. من جانبه، قدم أمين المباركي أستاذ بالمدرسة الوطنية للتجارة والتدبير بطنجة، عرضا مفصلا حول المرجعية الوطنية للجودة في نظام التربية والتكوين، مستعرضا مختلف المجالات التي تناولتها أسابيع الجودة المنظمة منذ 1999 ومواضيعها التي شكلت في مجملها معايير الجودة المتعارف عليها. وأبرز عددا من مميزات الجودة ومتطلباتها التي حددها بالخصوص في ضمانها وتدبيرها وأجرأتها ومراقبتها لتحقيق جودة شاملة، مؤكدا أن مرجعية الجودة بمؤسسات التربية والتكوين تعتمد على مبادئ تهم توفر المؤسسة على رؤية على المدى البعيد وجعل المتعلم على رأس اهتماماتها وحرصها على التقويم الذاتي واعتماد الشمولية في تدبير شؤون المؤسسة وبلورة إستراتيجية واضحة وتشجيع الإبداع والابتكار والتحفيز. كما تدخل السيد جان موريس كروزي الخبير بإحدى المؤسسات الفرنسية التي تعنى بالجودة ، حيث استعرض من جانبه مزايا التدبير بالجودة في التربية والتكوين، مشيرا إلى أهمية اعتماد معاييرها وانعكاساتها الإيجابية على المنظومة التربوية. وتم بالمناسبة استعراض مضامين المرجعية الوطنية للجودة التي وضعتها وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، والتي تم تبويبها في تسعة محاور تغطي مجتمعة مفهوم الجودة وتساعد المؤسسة التي تعتمدها على تحقيق الجودة الشاملة تهم بناء الالتزامات على رؤية وقيم، والقيادة والتخطيط الاستراتيجي، وتدبير الموارد البشرية وتخصيص وتوزيع الموارد، والتنميط والتجديد، وتطوير فعالية الأداء، وإرضاء الأطراف المعنية في حدود انتظاراتها، والنتائج والانجازات، والتحسين والإعداد للمستقبل.