احتفلت الجالية المغربية ببلجيكا، مساء أمس، في جو بهيج وحماسي بالذكرى 35 للمسيرة الخضراء المظفرة. وقد تم تنظيم هذا الحفل بمسرح سانت ميشال العريق ببروكسيل، بحضور سفير المغرب ببلجيكا واللوغسمبورغ السيد سمير الظهر وسفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي السيد المنور عالم وسفير المغرب لدى الأممالمتحدة سابقا السيد أحمد السنوسي . وأكد السيد الظهر، في مداخلته بهذه المناسبة، أن المسيرة الخضراء تمثل النموذج الأكثر تعبيرا عن الوطنية والانسجام والالتحام القائمين بين الملك والشعب المغربي. وأضاف أن "المسيرة الخضراء تظل مبعث فخر لنا جميعا، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لمتابعة معركة الديمقراطية والتحديث والتنمية". وأشار إلى أن من بين العبر المستفادة من هذه المسيرة الخضراء هي أن "الوطنية حصن منيع من كل ما من شأنه أن يشكل تهديدا للوحدة الوطنية". وقد تميزت هذه التظاهرة بعرض وثائقي أنجزه المنتج البلجيكي المغربي حسن البوحاروتي بعنوان "المسيرة الخضراء: عودة الغصون إلى الجذور". ويتوقف الوثائقي عند عبقرية المغفور له الملك الحسن الثاني صانع المسيرة الخضراء كما يتعرض لمسألة تنظيمها وإعطاء انطلاقتها وكذا انخراط جميع المغاربة وتعبئتهم من أجل المشاركة فيها. ويتضمن الوثائقي شهادات من فاعلين عايشوا هذا الحدث التاريخي وشاركوا فيه، من قبيل بعض المسؤولين الحزبيين والديبلوماسيين المغاربة، الذين ذكروا باللحظات القوية لهذا الحدث والكتمان التام الذي رافق تحضيره في البداية، وكذا المعركة الطويلة التي تمثلت في الإجراءات الديبلوماسية والحكم الذي أصدرت المحكمة الدولية بلاهاي في 16 أكتوبر 1975 والذي يعترف بوجود روابط بيعة قانونية وتاريخية بين الصحراء والمملكة المغربية. وسجل السيد المنور عالم، خلال جلسة نقاش أعقبت عرض الشريط الوثائقي، أن للمسيرة الخضراء مجموعة من التوصيفات من قبيل السلم والحماس والحكمة لكن "السلم يبقى حجر الزاوية بالنسبة لهذا الحدث". وعلى صعيد آخر، ندد الديبلوماسي المغربي بتحويل المساعدات الإنسانية، التي يمنحها الاتحاد الأوروبي للمحتجزين في مخيمات تندوف، من قبل قادة "البوليساريو ". ومن جهته أشار السيد أحمد السنوسي إلى واقعية مقترح منح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية والذي تمت الإشادة به من قبل المجتمع الدولي. وشدد على ضرورة بناء اتحاد مغرب عربي موحد ، داعيا الجزائر إلى فتح حدودها مع المغرب. كما تم، في إطار هذه التظاهرة التي شاركت فيها عدة جمعيات صحراوية فاعلة بأوروبا، توجيه نداء من أجل إطلاق السراح الفوري للمناضل الصحراوي مصطفى سلمة ولد سيدي مولود . وقد تم اختتام هذه الأمسية، التي نظمتها جمعية "فري ميديا" بتعاون مع القناة الثانية "دوزيم"، بحفل فني أحيته فرقة جيل جيلالة والمغني الشاب الدوزي الذين بثوا الحماسة في الحضور الكبير بمجموعة من القطع المغناة خاصة الأغنية الشهيرة " العيون عيناي".