انعقد أمس الجمعة بجنيف المنتدى الاقتصادي الرابع الذي تنظمه مؤسسة سويسرا المغرب للتنمية المستدامة، تحت شعار "الأزمة المالية: التقائية بين الاقتصاد والإيكولوجيا"، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأبرز السيد أندري أزولاي مستشار جلالة الملك، خلال افتتاح أشغال هذا الاجتماع، انسجام وجاذبية المشروع المجتمعي الذي وضعه المغرب، وعمق ودينامية الاصلاحات الشاملة التي تم تنفيذها، إضافة إلى تركيز الرأسمال البشري في المشهد المؤسساتي والسياسي والاجتماعي في مغرب سنة 2010. ومن جانبه أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدةبجنيف السيد عمر هلال، أن الاختيارات الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية منسجمة مع النماذج الاقتصادية والإيكولوجية والأخلاقية العالمية. ومن جهته، قال الرئيس المؤسس لمؤسسة سويسرا المغرب للتنمية المستدامة، السيد مايك فاني، إن اختيار موضوع هذه الندوة يفرض نفسه على اعتبار أنه يمثل الهاجس الحالي للبشرية، معتبرا أن الأزمة الاقتصادية تؤشر اليوم على الأزمة الإيكولوجية الوشيكة الوقوع. وأضاف أن هذه الندوة تهدف من جهة إلى تبادل الكفاءات والتجارب بين الفاعلين المغاربة والسويسريين والدوليين بغية النهوض بالتنمية الاقتصادية المستدامة في المغرب، وإقامة شراكات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة من جهة ثانية. وفي تدخل له خلال هذا اللقاء، قال السيد بيير فرانسوا إنجير مستشار الدلة لدى الحكومة السويسرية، إن سويسرا تنخرط بشكل كامل في مقاربة مؤسسة سويسرا المغرب للتنمية المستدامة، معربا عن اعتزازه لاختيار مدينة جنيف لتشكل أرضية للتفكير في التنمية المستدامة بالمغرب. وركز المتدخلون خلال هذه الندوة على مختلف المواضيع المتعلقة بالأزمة الاقتصادية والسبل الكفيلة بإيجاد الحلول لإدماج بعد للتنمية المستدامة. وقد تمحورت هذه المواضيع حول الطاقات المتجددة والاستثمار الأخضر والمستدام والتغيرات المناخية والحكامة. وقد عرفت الندوة تقديم العديد من العروض منها على الخصوص عرض السيد محمد برادة وزير المالية الأسبق حول "الأخطار وفرص الأزمة الشاملة!" والسيد محمد امباركي المدير العام لوكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية حول "السياسة المغربية في مجال تشجيع الاستثمار الأخضر والتنمية المستدامة: الجهة الشرقية نموذجا"، والسيد رشيد بلمختار رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية حول "التنمية المستدامة: أي نموذج للمدينة غدا?" والسيد فتح الله ولعلو عمدة مدينة الرباط حول "هل ستكون الأزمة الاقتصادية حاجزا أو حافزا للثورة الخضراء?". يشار إلى أن مائدة مستديرة نظمت أيضا في إطار هذا اللقاء حول "البدائل المغربية في أعقاب كوبنهاغن". وفي نهاية هذه الندوة ، سلمت جائزة التميز في مجال التنمية البشرية المستدامة إلى ثلاث منظمات وضعت "مشروعا مبتكرا وجريئا" للمغرب، وكذا جوائز المنظمة العالمية للملكية الفكرية لهيئات أنجزت ابتكارات تكنولوجية في مجال التنمية الاقتصادية والبشرية. يشار إلى أنه تم بمناسبة هذه الندوة التوقيع على ثلاث اتفاقيات شراكة ثلاثية الأطراف لمعالجة النفايات والمياه العادمة، والطاقات المتجددة، والحكامة الرشيدة والحكومة الإلكترونية، على التوالي تم بين مؤسسة سويسرا-المغرب للتنمية المستدامة والجماعة الحضرية لمدينة وجدة وهولسيم المغرب، وبين المؤسسة والجماعة الحضرية لمدينة وجدة، والاتحاد الدولي للجهات الخضراء، ومؤسسة سويسرا -المغرب للتنمية المستدامة والجماعة الحضرية لمدينة وجدة. وتعتبر "مؤسسة سويسرا المغرب للتنمية المستدامة"، وهي مؤسسة ذات منفعة عامة منذ سنة 2004، منظمة غير حكومية لا تهدف إلى الربح ومقرها بجنيف، وتسعى لتحسيس الفاعلين السويسريين والدوليين من أجل الإسهام في التأهيل الاقتصادي للمملكة. وتتولى هذه المؤسسة إحداث مناصب شغل محلية وتعزيز البنيات التحتية والنهوض بنقل المعارف والخبرات وتشجيع التنمية في الأوساط غير المؤهلة بيداغوجيا لتسهيل ولوج المعرفة. كما تقيم شراكات مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني بهدف تقليص الفقر في بعض المناطق وتشجيع جميع الأنشطة الهادفة إلى التنمية البشرية المستدامة. وتشتغل المؤسسة في مجالات مختلفة للتنمية المستدامة تتمثل على الخصوص في حقوق الطفل وحقوق الإنسان والتربية والتكوين والمجال الاجتماعي والصحي والاقتصاد الاجتماعي والبيئة والبحث العلمي والإبداع التكنولوجي.