افتتحت صباح اليوم الجمعة برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس أشغال المنتدى الجامعي الدولي للتعدد الثقافي في نسخته الرابعة التي اختير لها موضوع "البيئة والتعليم الجامعي" وذلك بمشاركة طلبة من عدد من الدول الأجنبية. وقد تبلورت فكرة هذا المنتدى الدولي الذي ينظم تحت إشراف جامعة المولى اسماعيل ، منذ سنة 2008 بالعاصمة الإسماعيلية ، من أجل تكريس حوار بين الثقافات بهدف خلق فضاء حيوي لتفاعل ثقافي بناء وجاد ونقاش مثمر بين الطلبة من أصقاع ومشارب وجنسيات مختلفة قصد تبادل الآراء حول قضايا آنية ذات اهتمام مشترك. وهو ما ذهبت إليه كلمة رئيس جامعة مولاي إسماعيل الأستاذ محمد زاهر بنعبد الله في الجلسة الافتتاحية للمنتدى، حيث أكد على الرغبة الأكيدة في تجسيد هذا الحوار واتساع رقعته مع إشراك الطلبة والأساتذة وشخصيات سياسية وازنة ومتخصصين، مبرزا أن مستقبل العالم يراهن على خلق فضاء شاسع للتفاهم والتعايش بين الشعوب. وأبرز أن موضوع المنتدى لهذه السنة لم يأت من فراغ بل فرضته الظرفية الراهنة وما يوليه المغرب من اهتمام كبير بالمجال البيئي بفضل حكمة وتبصر جلالة الملك محمد السادس ، وذلك من خلال فتح ورش كبير يشارك فيه كل الفاعلين ومكونات المجتمع المغربي من أجل إيجاد حلول لمعالجة قضايا البيئة كشرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة مشيرا إلى أن ذلك لن يتأتى في غياب الشباب الذي يشكل الدعامة الأساسية لكل مشروع مجتمعي. أما سفير اندونيسا بالمغرب السيد توساري ويجاجا ، فقد عبر من جانبه عن الامتنان للمغرب على احتضان هذا المنتدى الدولي الذي سيساهم ، في اعتباره ، في بث روح الحوار لدى طلبة من مختلف الآفاق الجغرافية وفي فضاء تتعدد فيه الثقافات وفي ظرفية عالمية في حاجة إلى هذا النوع من التواصل. ومن جهته أكد المدير الجهوي لوزارة الثقافة بمكناس السيد محمد الثقال، أن المنتدى جاء لابتكار جسر حوار حضاري وثقافي بين الطلبة من مختلف الأعراق والثقافات والحضارات وتثمين علاقات الود والصداقة بين الهيئات ذات الانتماء الأكاديمي والفكري والفني المرتكز على مرجعيات التعدد والتنوع ومطارحة القضايا المشتركة. وأبرز أن أهمية المنتدى فضلا عن كونه منصة للحوار السامي بين الثقافات والحضارات فإنه مناسبة غنية لطرح ومناقشة إشكالية البيئة وسبل المحافظة عليها والتي طلت على الدوام في صلب انشغالات المغرب وحجر الزاوية في سياسات واستراتيجيات التنمية ، مشرا إلى أنه من خلال وضع ميثاق وطني للبيئة يكون المغرب قد كرس التزامه الراسخ برفع تحديات إشكالية البيئة في مجملها وبتحقيق التنمية المستدامة المنشودة. ومن جانبه قال عميد كلية الآداب بمكناس السيد عبد الله المالكي إن الشباب المجتمع اليوم في هذا المنتدى هم رجال الغد الذين سيحملون المشعل ويتحملون مسؤوليات تدبير الشأن البيئي لذلك كان لزاما إيجاد فضاء لتهيئهم وتحسيسهم بأهميتها القصوى في خلق شروط ملائمة للحياة. وأوضح مدير مؤسسة الدراسات الدولية بالخارج الأمريكية (إيزا) دانيال أوسطاد أن موضوع البيئة لا يهم فقط المتخصصين والعلماء والباحثين فحسب بل يهم أيضا الطلبة الذين يجتمعون اليوم في هذا المنتدى ليساهموا بآرائهم واقتراحاتهم المختلفة وفي تقديم حلول لإشكالية البيئة بطريقتهم وانطلاقا مما تعلموه واستوعبوه. وتتضمن أشغال المنتدى التي ستتواصل إلى سادس نونبر الجاري والمنظمة بتعاون مع وزارة الثقافة، محاضرات يلقيها مختصون في مجال الأبحاث البيئية وتعقبها مناقشات، وموائد مستديرة وعروض مسرحية ومعزوفات غنائية ومعارض للوحات تشكيلية وصور فوتوغرافية وجولات استطلاعية للأحياء العتيقة والمآثر التاريخية لمدينة مكناس. وسيتناول المشاركون مواضيع تهم "الجامعة وعلم البيئة" و"معاهدة كوبنهاكن .. الرهانات، الإكراهات والتوافقات" و"المجتمع والبيئة" و"علم البيئة وفلاحة الغد" و"التكنولوجيا وعلم البيئة"، وستلقى العروض باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية. للإشارة فإن المنتدى المنظم بدعم من عدد من الجهات كقناة "كنال سور" الإسبانية ومؤسسة الثقافات الثلاث ، ومجلس جهة مكناس تافيلالت ومندوبية السياحة ، يشارك فيه عدد هام من الطلبة خاصة من الصين وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة وإندونيسيا، إلى جانب طلبة من المغرب، لهم اهتمام بموضوع البيئة.