افتتحت اليوم الأربعاء بمكناس أشغال ندوة علمية حول موضوع "الوسائط الجماهيرية المسموعة والمرئية والمكتوبة ،المعاصرة وعلاقتها بالآداب والفنون والعلوم" بمشاركة عدد من الاساتذة الباحثين من مختلف الجامعات المغربية. ويتناول برنامج هذه الندوة التي تنظمها مجموعة البحث والتوثيق "الوسائطيات في الآداب والعلوم الإنسانية" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة المولى اسماعيل،على مدى يومين،عددا من المواضيع منها "الأدب والتكنولوجيا : نحو مفاهيم جديدة في الكتابة والتلقي " و" الأدب الرقمي وإشكالية الرباط : حالة المحكي التفاعلي " و" الأدب المغربي والوسائط المتعددة " و" تكنولوجيا اللغة أي استراتيجية? ". كما يشمل البرنامج مواضيع منها " دور الحاسوب في تعليم وتعلم اللغة العربية" ،و" اللسانيات والوسائط التكنولوجية في العلوم الإنسانية" و" الموسيقى الحديثة والتواصل " ،و" المسرح في الزمن المعاصر"،والتشكيل المعاصر بين عشق الحداثة والتواصل" و"التشكيل والخط في الإبداع الرقمي" ،و" الصورة الرقمية"،و"الإعلام الإلكتروني" ،و"الخزانة في مجتمع المعلوميات". وخلال الجلسة الافتتاحية للندوة اعتبر الأستاذ عز الدين سلاوي نائب عميد الكلية،أن التحولات العميقة التي يشهدها العالم المعاصر في مجال التواصل وتكنولوجيا المعلومات أثرت في مختلف أوجه النشاط الإنساني ومنه مجال التربية والتعليم . وأبرز أن عددا من الدراسات الميدانية أكدت الآثار الإيجابية التي تتحقق باستعمال الوسائط المعلوماتية في عمليتي التعليم والتعلم حيث يتم إدماج نص مكتوب مع صوت أو صورة ثابتة أو حركية أو رسوم وخرائط وبيانات وغيرها وذلك باستعمال الحاسوب المربوط بالانترنيت أو التلفزيون أو كاميرا فيديو أو أشرطة الكاسيط أو الدمج بين وسيطين أو أكثر. وأشار إلى أن المغرب منخرط في هذه التحولات العميقة،حيث صنفه التقرير الدولي الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي في المرتبة 88 في مجال تكنولوجيا المعلومات من بين 133 دولة شملها تقرير تكنولوجيا المعلومات العالمي (2009-2010)،فيما احتل المغرب المرتبة 63 عالميا في مجال توافر آخر منتجات وتقنيات تكنولوجيا الإعلام والاتصال متخطيا دولا كاليونان وإيطاليا والمكسيك وبولونيا والأرجنتين والصين،والمرتبة 38 عالميا في مجال استيراد تقنيات تكنولوجيا الإعلام والاتصال متقدما على دول كإسبانيا والتنرويج وأستراليا. ومن جانبه أبرز الأستاذ خالد بن الحبيب الدادسي منسق مجموعة البحث ،أن الوسائطية لا تكمن في الصورة والصوت فحسب وإنما هي كل علوم الإعلام وفنون الإخبار وتقنيات التواصل ,مشيرا إلى أن ثقافة الوسائطية أضحت حقيقة ثابتة تميز العصر الراهن ولا يمكن الانخراط فيه من غير استيعاب هذه الثقافة والتفاعل معها توظيفها. ويرى أن الجامعة هي الأرض الخصبة لتلقين هذه الثقافة ونشرها مشيرا إلى أن المشرع أحسن فعلا بإدراج الوسائطيات وإقرار الثقافة الرقمية في برامج مسلك الإجازة الجديد بصفة رسمية بدءا من هذا الموسم الجامعي معتبرا أن هذه مبادرة محمودة تضاف إلى تجربة إدخال مادتي الإعلاميات وتقنيات التواصل في مقررات كليات الآداب المغربية. أما الأستاذة فتيحة الديباجي المندوبة الجهوية للاتصال فترى أن موضوع هذه الندوة العلمية يندرج ضمن السعي إلى تنفيذ مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين الهادف إلى تعميم المنظومة الإعلامية ونشر الثقافة الرقمية بمؤسسات التعليم والتكوين وإدماج منهجي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال،وفي نطاق دراسة العلائق بين الإعلام والتواصل والاتصال من جهة والعلوم الإنسانية من جهة ثانية. واعتبرت السيدة الديباجي أن الجامعة من أهم المؤسسات التي ينبغي أن تعتني بوسائل الإعلام والاتصال وتعمل على الاستفادة منها في العديد من أنشطتها وبرامجها وكذا في سياستها التكوينية لفائدة خريجيها،مؤكدة في هذا السياق على ضرورة اعتماد الوسائط من قبل التربويين والأكاديميين في مقاربة قضاياهم وانشغالاتهم ،وكذا الاهتمام بها أكثر في البحث العلمي في الجامعة.