افتتحت اليوم الجمعة بالرشيدية أشغال ندوة دولية في موضوع "الآداب والعلوم الإنسانية: من سياق الحداثة إلى الهرمينوطيقا والتأويل" بمشاركة باحثين من فرنسا والجزائر ومن عدد من الجامعات المغربية. وقال السيد عبد الكبير جرجي عن لجنة التنظيم إن هذا اللقاء العلمي الذي تنظمه الكلية متعددة التخصصات بالرشيدية،يتناول موضوعة التأويل من زاوية الهيرمينوطيقا الحديثة والمعاصرة. وأضاف أن الهدف من هذه التظاهرة العلمية يتمثل في إعادة التفكير في فعل قراءة النصوص وفهم الظواهر الإنسانية. وفي الجلسة الأولى لهذا اللقاء،أكد الأستاذ كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس عز العرب حكيم بناني أن "التأويل تسعى إلى الرجوع إلى دلالة النص،من خلال مظاهر التفريق بين المعاني الكامنة والمستعارة والحرفية والعقلانية". وأوضح الأستاذ بناني،المتخصص في هذا الموضوع،أن التأويل لا يقتصر على فك الرموز اللغوية وإنما يفترض وجود مرجعية فكرية وفلسفية ودينية،قادرة على توجيهه. وفي استدعائه للنتاج الفكري للمفكر الفرنسي ميشيل دو سارتو،قال محمد شوقي الزين (جامعة إيكس أون بروفونس بفرنسا) إن مداخلته تسعى إلى تسليط الضوء على العلاقة بين المعرفة العلمية من جهة،والوقائع الاجتماعية من جهة أخرى،مشيرا إلى العديد من الإشكاليات كالعلاقة بين الكائن والشيء،والنظرية والتطبيق،وكذا الفهم والتفسير. وأبرز أن التوجه الفكري للمفكر دو سارتو يبتعد بشكل واضح عن الثورات البنيوية التي تأثر بها خلال مدة تكوينه،لتزاوج بين الحقل البراغماتي والميكروسوسيولوجي الذي عاش أزهى أيامه بالولايات المتحدة. وستتدارس هذه الندوة العديد من المحاور،من بينها "مسارات المعرفة الإنسانية بين الإستيمولوجيا والفينومينولوجيا التأويلية" و "فينومينولوجيا العمل الأدبي"،و"الجامعة المغربية وقضية النص الأدبي في ضوء نظرية التلقي"،و"العلوم الإنسانية من وجهة نظر الهيرمينوطيقا" و"الفكر الإسلامي وقضية التأويل".