انطلقت اليوم الجمعة بالرباط تظاهرة "مسارات" التي ينظمها ائتلاف الشباب المغربي ، على مدى ثلاثة أيام ، احتفاء بالذكرى ال35 للمسيرة الخضراء تحت شعار"سفر عبر التاريخ ، استشراف للمستقبل ". وشارك في افتتاح هذه التظاهرة التي حضرها حوالي مائتي شاب وشابة شخصيات سياسية وفعاليات مدنية وإعلامية وفنية ممن عايشوا وواكبوا حدث المسيرة الخضراء من مختلف الزوايا . وأكد المشاركون من خلال فقرة " شهادات" في محورها الذي تناول موضوع ( المسيرة الخضراء.. شهادات حول حقيقة سمت إلى مستوى الأسطورة ) ، أن المسيرة الخضراء المظفرة شكلت حدثا تاريخيا غير مسبوق ينبغي تخليده باستمرار، لأنه يعكس إرادة شعب قوي تواق لوحدته الترابية. وبعدما تطرقوا إلى ظروف نشأة المسيرة الخضراء، والأحداث التي واكبتها ، أوضحوا كيف أن هذه الملحمة التاريخية ، التي شارك فيها 350 ألف مواطن ومواطنة( 35 ألف أمرأة) ، أذهلت العالم بالتحام شعب وراء ملكه وانخراطه في صنع " معجزة القرن". وأشاروا إلى أن روح المسيرة الخضراء ستستمر دوما في وجدان الشعب المغربي، الذي سيقف صفوفا متراصة للدفاع عن وحدته الترابية رغم الدسائس والمؤامرات التي تحاك ضده ، مضيفين أنه يمكن للمغرب أن يفتخر بهذا الحدث الذي يشكل محطة تاريخية من محطات المجد والبطولات . ومن زاوية أخرى أبرز المشاركون، في هذه التظاهرة التي تنظم بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط ، أنه فضلا عن كونها حدث ذو جوانب سياسية وتحررية ووطنية ، فإن المسيرة الخضراء المظفرة ، التي اعتبرت إبان الإعلان عن انطلاقتها " قنبلة إعلامية "، كانت " عملا إعلاميا مارس ضغطا نفسيا كبيرا على الخصم " . وإذا كان الإعداد للمسيرة الخضراء من " أسرار الدولة الناجحة " - يقول المشاركون- فإن العملية الإعلامية والتواصلية ، والمبادرات الفنية التي واكبت انطلاقتها ساهمت بشكل كبير في نجاحها وبلوغها الهدف المتوخى . في هذا السياق ، أبرز السيد رشيد البلغيتي مدير تظاهرة " مسارات " وعضو في المكتب التنفيذي لائتلاف الشباب المغربي أن هذه التظاهرة تهدف ، من خلال محطاتها(شهادات) ، و (أغورا) ، و (عروض)، و ( لوحات ) ، و(خطوات) إلى إبراز مدى قدرة الشباب المغربي على استيعاب حدث المسيرة الخضراء ، كحدث يؤثث لتاريخه وذاكرته الجماعية ، ومدى استغلاله في كسب الرهانات السياسية وفي مسيرة البناء الديمقراطي . يذكر أن إئتلاف الشباب المغربي ، الذي تأسس في شهر غشت الماضي بمدينة الحسيمة ، يهدف إلى إبراز طاقات الشباب المغربي وإشراكه في التنمية المستدامة ودعم كافة الجهود الرامية الى تأهيل الحقل الشبابي . ومباشرة بعد إطلاقه لهذه التظاهرة ، كان الاتلاف قد نظم رحلة ضمت 35 شابا وشابة نحو جماعة الطاح القروية بالأقاليم الجنوبية ، حيث غرسوا 35 شجرة ، ولامسوا الدينامية التي تشهدها هذه الأقاليم عن قرب.