افتتحت رسميا، مساء يوم أول أمس السبت، بالفضاء الإيكولوجي المحدث على مشارف قصبة الأوداية التاريخية بالرباط، فعاليات الاحتفالات العالمية بيوم الأرض والبيئة التي تحتضنها عاصمة المملكة التي غدت عاصمة إيكولوجية لكوكب الأرض طيلة ثمانية أيام متتالية. ------------------------------------------------------------------------ احتفالات يوم الأرض والبيئة التي أضحت منذ نشوئها سنة 1970 من طرف السيناتور الأمريكي كيلورد نيلسون، حركة شعبية للحفاظ على البيئة تضم في صفوفها مختلف فئات المجتمع من مسؤولين رسميين وفعاليات المجتمع المدني ومواطنين، كرست هذا النهج بالعاصمة الرباط، حيث أشرفت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة على افتتاح فعاليات هذا الاحتفاء، وحضر إلى جانب سموها وزراء ومسؤولو ولاية الرباط ورؤساء ومنتخبو مجالس ومقاطعات المدينة، هذا فضلا عن فعاليات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية. وكان الافتتاح مناسبة تم فيها تتويج العديد من المبادرات التي تقوم بها الهيئات غير الحكومية والمقاولات بجوائز يوم الأرض، اعتبارا لمجهودها من أجل الارتقاء بالمنظومة البيئية والتحسيس بمدى أهمية الحفاظ عليها. ففي صنف المنظمات غير الحكومية، سلمت صاحبة السمو الملكي جائزة الفعل المواطن لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، تسلمها عبد الرحيم القصيري رئيس الجمعية، وجائزة العمل المستدام لجمعية الجسر، وتسلمها امحمد عباد الأندلسي رئيس الجمعية، وجائزة عمل القرب لجمعية أصدقاء النخيل للتنمية والمحافظة على البيئة حيث تسلمها رئيس الجمعية خليل النوحي. وفي صنف جوائز المقاولات، حاز الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب بجهة مكناس- تافيلالت على جائزة العمل المواطن، وتسلمها العربي لحريشي الرئيس الجهوي للاتحاد، فيما منحت لمجموعة التهيئة العمران- تامسنا، جائزة العمل المندمج وتسلمتها لمياء القادري، المديرة العامة للمجموعة، أما جائزة عمل الدعم الجمعوي، فقد نالتها شركة (شيل) وتسلمها محمد الريحاني الرئيس المدير العام للشركة. وقد بدا النهج الشعبي لهذه الاحتفالات أيضا بساحة البريد بوسط العاصمة من خلال تنظيم استعراض كرنفالي وذلك في إطار الدورة الخامسة لمهرجان الطفل، الذي تزامن هذه السنة مع احتفالات يوم الأرض، حيث شارك في هذا الاستعراض الذي حمل شعار «مستقبل أطفالنا في بيئتنا»، حوالي 1500 من أطفال المؤسسات التعليمية والجمعيات بكل من مقاطعة حسان بالرباط، وتمارة وسلا، مقدمين العديد من اللوحات التي تحيل على الطبيعة في مختلف صورها، في حالة الاعتناء بمكوناتها وفي حالة الممارسات المخلة بأنظمتها. هذا واعتبر فتح الله ولعلو عمدة العاصمة في تصريح للصحافة بأن اختيار مدينة الرباط لاحتضان فعاليات الاحتفال بيوم الأرض، يعود إلى المؤهلات البيئة الهامة التي تتوفر عليها الرباط، ممثلة في العديد من الفضاءات الخضراء المنتشرة عبر مختلف أحياء المدينة. كما أكدت العديد من فعاليات المجتمع المدني على أن اختيار الرباط ضمن مجموعة من عواصم العالم للاحتفاء بهذه الذكرى التي تشكل انبثاقا لوعي بيئي وطني وتوسعه حتى أصبح كونيا، يعد اعترافا ليس فقط بما تمتلكه الرباط من مؤهلات بيئية تجعلها ضمن العواصم الخضراء، بل اعتراف أيضا بالمجهود الذي ما فتئ المغرب يقوم به في مجال الحفاظ على البيئة وتكريس الوعي الجماعي بالأخطار المحدقة بكوكب الأرض. فيما أكد مشاركون في فعاليات هذه الاحتفالات بالرباط، أن مختلف الأنشطة المنظمة في إطار إحياء يوم الأرض والبيئة والتي تتوزع بمختلف مناطق المغرب، تعد تأكيدا على انخراط المغرب في المسار الذي خطه مؤتمر ري دي جانييرو سنة 1992، والذي توج قبل سنوات بتوقيع المغرب على الاتفاقيات المتعلقة بالتغيرات المناخية والتنوع البيولوجي ومحاربة التصحر، مشيرين أن هذا الانخراط يتمثل في الفضاء الإيكولوجي المقام قرب قصبة الأوداية الذي يعرض مختلف أوجه السياسة البيئية في المغرب والمسار الذي انخرط فيه على هذا المستوى. وأضافوا، أن هذا الفضاء الذي يوصف من قبل المنظمين بأنه أحد أبرز التظاهرات المبرمجة ضمن فعاليات الاحتفاء بيوم الأرض والبيئة، يعد فضاء فريدا لكونه يضم مختلف الوزارات والهيئات العمومية والمكاتب والمقاولات والمؤسسات والفاعلين المحليين والجمعيات والشركاء الدوليين .