أكد كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة، السيد عبد الكبير زهود، اليوم الخميس بالصخيرات، أن المبادرة العربية لمواجهة آثار تغير المناخ تشكل أرضية ملائمة تتيح صياغة برنامج متكامل يروم مواجهة التغيرات المناخية ذات الأثر السلبي على مسلسلات التنمية بدول المنطقة. وقال السيد زهود، في كلمة له خلال الاجتماع الوزاري المنعقد في إطار المنتدى الإقليمي العربي حول التغيرات المناخية (3-5 نونبر)، إن هذه المبادرة تعكس التزام كافة الدول العربية بالانخراط الفعلي في الجهود المبذولة من طرف المنتظم الدولي بغية التصدي لتداعيات تقلب المناخ، مشيرا إلى أن دول المنطقة حرصت على التعبير عن انشغالها العميق بهذه الظاهرة في جميع المؤتمرات والملتقيات الدولية الرامية إلى إيجاد السبل الكفيلة بالحد من تداعياتها. من جهة أخرى، أوضح كاتب الدولة أن المغرب انخرط بشكل إيجابي وفعال في الدينامية الدولية التي تروم الحفاظ على المنظومة الإيكولوجية وتكريس التنمية المستدامة، وذلك من خلال تبني عدد من الاستراتيجيات القطاعية ذات البعد البيئي وإقراره للميثاق الوطني للبيئة والتنمية والمستدامة، باعتباره خارطة طريق واضحة المعالم من شأنها صون وتثمين الموارد الطبيعية للمملكة. من جهته، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى في كلمة تليت بالنيابة عنه، أن مواجهة التأثيرات المحتملة لتغير المناخ تتطلب حراكا وتضامنا دوليا في إطار أهداف التنمية المستدامة، على أساس مبدأ المسؤولية المشتركة، مع إيلاء أهمية خاصة لمساعدة الدول النامية الأكثر عرضة للتأثر جراء تغير المناخ، ومراعاة مصالح الدول النامية التي قد تتأثر اقتصاداتها سلبا من تدابير الاستجابة لهذا التغير. وأضاف السيد عمرو موسى، أن بلدان المنطقة العربية كغيرها من بلدان العالم النامي لا تتحمل المسؤولية التاريخية في ظهور مشكلة تغير المناخ، محملا هذه المسؤولية للدول المتقدمة. من جانبها، أكدت المديرة الإقليمية لمكتب الدول العربية في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، السيدة أمة العليم السوسوة، أن غياب التنسيق والعمل الانفرادي لا يتيح التصدي بشكل فعال ومجدي لتأثيرات التغير المناخي على المنطقة العربية، والذي أضحى عقبة أساسية في وجه تحقيق النمو الاقتصادي وضمان الأمن الغذائي لساكنة المنطقة. وفي هذا السياق، أوضحت السيدة السوسوة، أن جل الدول العربية لا زالت لم تدرك بعد التهديد الذي قد تشكله هذه الظاهرة على الاستقرار والسلم الاجتماعي، مؤكدة أن التغير المناخي يعد أحد العوامل الأساسية المؤدية إلى الفقر والمجاعة والهجرة القروية نحو المدن. ويشار إلى أن أشغال الاجتماع الوزاري للمنتدى، الذي عرف مشاركة مجموعة من وزراء البيئة العرب والخبراء والمختصين في مجال التغير المناخي، تميز باعتماد خلاصات الجلسات الموضوعاتية الأربعة التي عقدت أمس الأربعاء، حول سبل التصدي لظاهرة التغير المناخي على المستوى الإقليمي. وستتواصل أشغال المنتدى المنظم من طرف المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة، من خلال إطلاق نقاش مفتوح حول علم تغير المناخ.