شكل موضوع واقع المسلمين في أوربا والعالم محور مداخلات وعروض قدمها ثلة من الجامعيين خلال الندوة الدولية التي تنظمها حاليا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس الثقافي البريطاني في الرباط، حول "الإسلام في العالم المعاصر: الآفاق والتحديات". وفي هذا السياق، أشار السيد يحيى بالافيسيني، نائب رئيس الجالية الإسلامية بإيطاليا، وإمام مسجد بميلانو، في عرض تحت عنوان "دور مسلمي أوربا في نهضة الحضارة الإسلامية"، إلى أن أهمية هذه الندوة الدولية تكمن بالأساس في كونها تنأى عن تناول موضوع الإسلام والعالم الغربي من زاوية الصراع، بل في سياق نظرة شاملة ترتكز على مفاهيم التكامل والتعايش والحوار. وأبرز أنه من غير المجدي المضي في "مقاربة العالم الغربي كعدو مفترض"، لما يشكل ذلك من ضرر بالمصالح الحضارية والاجتماعية والاقتصادية لكلا الجانبين، داعيا إلى العمل على تجاوز العوائق والاعتبارات الثقافية التي تكرس لواقع الصدام والاغتراب والتقوقع خصوصا من قبل الجاليات المسلمة ببلاد الغرب. وشدد المحاضر على أهمية دور العلماء والمفكرين ووسائل الإعلام في سبيل تحقيق هذا الهدف، معتبرا أن الإسلام جاء ليؤسس للبناء والارتقاء داخل المجتمع، ولنبذ العنف والكراهية، وأن ممارسة الشعائر الدينية من قبل الجاليات المسلمة لا تستوجب أبدا الاخلال بالدينامية الإجتماعية ببلد الاستقبال. من جهته، استعرض الاستاذ رشيد بلباه، المتخصص في الديانات التوحيدية الثلاث في عرض تحت عنوان "المسلمون في أوربا ومفهوم الأقلية" أن تحسين واقع الأقليات المسلمة في أوربا أو العالم المسيحي يجب أن يتبلور من خلال الاندماج والتسامح والتجارب الإجتماعية المشتركة. وشدد باقي المتدخلين في هذه الندوة، المنظمة بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، على أنه يجب الكف عن محاسبة الإسلام انطلاقا من بعض السلوكيات السلبية التي قد يتبناها بعض معتنقيه وأن الحوار بين الأديان لا يحيل بالضرورة على أن العالم الإسلامي يوجد في موقف ضعف، وذلك على اعتبار أنه "ليس حضارة أفضل من أخرى أو ثقافة أفضل من أخرى". وتتواصل أشغال هذه الندوة إلى غاية يوم غد الأربعاء بتقديم عروض تتمحور على الخصوص حول "تغيير أوضاع الرجل والمرأة في مجتمعات المسلمين"، و"سياقات الحياة العامة"، و"التربية والتعليم في العالم الاسلامي المعاصر".