أكد السيد حبيب المالكي رئيس المركز المغربي للظرفية الاقتصادية، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أن بناء المغرب العربي أصبح ضرورة حتمية حتى لا يهمش أكثر في سياق العولمة. وأبرز السيد المالكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اختتام أشغال الندوة، التي نظمها على مدى يومين المركز المغربي للظرفية الاقتصادية بشراكة مع المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، حول "موقع البلدان المغاربية في الاقتصاد العالمي .. بين الأزمة والعولمة"، أهمية التعاون الإقليمي متعدد الأطراف كصيغة تساعد على مواجهة تحديات العولمة ومخلفات الأزمة المالية العالمية على غرار ما قامت به بلدان الاتحاد الأوروبي وآسيا وأمريكا اللاتينية. وأضاف أن الظرفية العصيبة التي يمر منها الاقتصاد العالمي تفرض على بلدان المغرب العربي تكوين مجموعة إقليمية متكاملة اقتصاديا وهو ما يتطلب مزيدا من التشاور والتنسيق في ما بينها حتى تتمكن من مواجهة التداعيات السلبية للأزمة العالمية بجميع مضاعفاتها الاقتصادية والاجتماعية. وأكد السيد المالكي أن المغرب العربي يتوفر على مؤهلات كبيرة في مجال التنمية إذ أن الثروات الطبيعية التي يمتلكها (فوسفاط، مواد طاقية ونفط) تخول له الاضطلاع بدور أساسي في مجال الأمن الغذائي، خاصة وأنه من المنتظر أن يشكل (الأمن الغذائي) رهانا عالميا في السنوات المقبلة. وأشار، بهذا الخصوص إلى أن البلدان المغاربية مطالبة بالانخراط في تنمية صناعية شاملة تنطلق من قاعدة واسعة تستثمر كل ثرواتها الطبيعية. واعتبر أن كل هذه العوامل تستوجب عقلنة كل ما له علاقة بالقرار الاقتصادي حتى لا يبقى سجين التقلبات الظرفية ذات الطابع السياسي وجعل كل ما له علاقة بالاقتصاد اختيارا استراتيجيا يساعد على معالجة كل الإشكالات السياسية الأخرى. وبعد أن تطرق إلى تعدد النماذج في مجال التنمية الشاملة، أقر السيد المالكي بعدم وجود أي نموذج مرجعي يفرض على باقي البلدان والجهات، بل هناك تعددية مرجعية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وهي محكومة بخصوصيات كل بلد وكل منطقة على حدة. ويذكر أن هذه الندوة، التي عرفت مشاركة خبراء ومتخصصين في المجال الاقتصادي من بلدان مختلفة من أوروبا والمغرب العربي، ناقشت عددا من المحاور التي همت على الخصوص "نماذج الاندماج الدولي لاقتصاديات البلدان المغاربية" و"استراتيجية وحضور اقتصاديات بلدان الخليج" و"الحضور الاقتصادي الصيني والهندي بالبلدان المغاربية" و"استراتيجية والحضور الاقتصادي للولايات المتحدةالأمريكية بالبلدان المغاربية".