انطلقت اليوم الأربعاء بالدار البيضاء أشغال الجمع العام الاستثنائي ال27 للجمعية الدولية للتعاضد بمشاركة أزيد من 120 متعاضد ينتمون لأوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وأكد السيد عبد العزيز العلوي، رئيس الصندوق التعاضدي المهني المغربي ونائب رئيس الجمعية الدولية للتعاضد، أن هذا الجمع، الذي سيتواصل إلى غاية يوم الجمعة المقبل، يتوخى دراسة مجموعة من القضايا التي تهم على الخصوص أنظمة التقاعد والتعاضد وحماية الصحة. وأوضح السيد العلوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه سيتم خلال هذا الجمع أيضا استعراض عدد من القضايا المرتبطة بالتدبير والحكامة والتحديات التي تواجهها المؤسسات التعاضدية بالبلدان الأعضاء في الجمعية الدولية للتعاضد. وأضاف أن برنامج اليوم الأول تميز بتقديم عرض حول نظام التعاضد بالمغرب من قبل السيد عبد العزيز عدنان المدير العام لصندوق منظمات الاحتياط الاجتماعي، وعقد اجتماع لمجموعة العمل الخاصة بنظام التقاعد بمشاركة خبراء في هذا المجال برئاسة السيد أونريكي بيغاس من البرتغال، وهو ممثل الجمعية الدولية للتعاضد لدى المفوضية الاوربية. كما تم تقديم عرض حول الكتاب الأخضر الذي تعتمده المفوضية الاوروبية في ميدان التقاعد إلى جانب استعراض الوضعية الحالية لأنظمة التقاعد بفرنسا مع تقديم تجارب مجموعة من البلدان الإفريقية في مجال التعاضد (مالي، السينغال، بوركينافاصو). وشهدت الجلسة الاولى من أشغال الجمع العام، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبدعوة من الصندوق التعاضدي المهني المغربي، تقديم السيد سعيد احميدوش المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي عرضا خصصه للحديث عن مشروع إصلاح أنظمة التقاعد بالمغرب. وأبرز السيد احميدوش في هذا العرض الحالة الراهنة لنظام التقاعد وأشغال اللجنة التقنية المكلفة بإصلاح أنظمة التقاعد والأشواط التي قطعتها على هذا المسار، مشيرا إلى أن عمل اللجنة تواكبه مشاورات مكثفة بين كافة الشركاء والفرقاء الاقتصاديين والاجتماعيين من أجل تحقيق إصلاح شمولي لصناديق التقاعد بالمغرب. يذكر أن الجمعية الدولية للتعاضد، التي أحدثت سنة 1950، تضم 42 فيدرالية وطنية لمنظمات مستقلة للتأمين عن المرض والحماية الاجتماعية ب27 بلدا، تعمل كلها وفق مبدأي التضامن وعدم الانتفاع. وتمنح هذه المنظمات تغطية اجتماعية ضد المرض ومخاطر اجتماعية أخرى لما يفوق 230 مليون شخص عبر العالم (ضمنهم 160 مليون بالاتحاد الأوروبي)، سواء من خلال المشاركة بشكل مباشر في تدبير التأمين الإجباري عن المرض وعبر منح التأمين الطوعي عن المرض، أو تقديم الخدمات الصحية بشكل مباشر والخدمات الاجتماعية من قبل مؤسساتهم الخاصة. وتطمح الجمعية الدولية للتعاضد إلى الدفاع والتحفيز، على المستوى الأوروبي والدولي، عن القيم والمبادئ الأساسية التي يتقاسمها هؤلاء الأعضاء.