أبرز السيد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة، اليوم الإثنين ببروكسيل، "الانسجام والاستمرارية اللتين تطبعان اختيارات المغرب في شراكته مع الاتحاد الأوروبي". وذكر السيد أزولاي، في مداخلة له إلى جانب السيد ستيفن فاناكير، نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية البلجيكي، في إطار ندوة دولية حول موضوع "المغرب- الاتحاد الأوروبي: رهانات الشراكة"، بأن "الحجر الأساس للوضع المتقدم الذي يتم في إطاره بناء الفضاء المغربي- الأوروبي، تم وضعه منذ سنة 1969 ،مع أول اتفاق تجاري أبرم بين المغرب والمجموعة الاقتصادية الأوروبية آنذاك". وأشار مستشار صاحب الجلالة، مؤيدا تصريحات للسيد فاناكير الذي وصف المغرب ب"البلد النموذج في نظر أوروبا"، إلى أن هذا المسار الذي استمر حوالي نصف قرن يسمح بأكبر الطموحات بالنسبة للمستقبل. وقال السيد أزولاي " إذا كان الاتحاد الأوروبي يحتل المراتب الأولى في منطقتنا في كافة المجالات ، باعتباره الزبون الأول، والممون الأول، والمستثمر الأول، فإن المغرب بإمكانه فعلا وبدون أي مركب نقص أن يقدم نفسه لأوروبا كشريك نموذجي بترسيخ تبني المجتمع المغربي للقيم الكونية لحقوق الإنسان، والتنوع الثقافي والتوافق الاقتصادي والاجتماعي الذي يحدد الإطار العام للبناء الأوروبي والفضاء الأورو- متوسطي". وخلص السيد أزولاي إلى أنه من هذا المنطلق "الواقعي والواضح الذي يتعين على كل من الشريكين تقديره حق التقدير"، فإنه من الضروري "تعزيز هذه المكتسبات وتأهيل خارطة الطريق الخاصة بالآفق الجديد الذي يلوح أمام المغرب والاتحاد الأوروبي، عبر إدراجها مستقبلا ضمن ثقافة التكافؤ، والمسؤولية والحكامة المشتركتين ". وكان السيد فاناكير قد أعرب قبل ذلك عن ارتياح بلجيكا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، للعلاقات المتميزة بين المغرب والاتحاد في إطار السياسة الأوروبية للجوار، وللإنجازات التي حققتها المملكة المغربية في مجال حقوق الإنسان، والحقوق الاجتماعية، والعدل، والحكامة الجيدة. وأضاف أن المغرب يضطلع بدور هام بالمنطقة ويشكل فيها "نموذجا فاعلا " بالنظر إلى الإصلاحات الهامة التي قام بها والدينامية الديمقراطية والحداثية التي تحدوه في ذلك. وعلى هذا الأساس، أبرز المسؤول البلجيكي أن بلاده تؤيد حوارا سياسيا معززا أكثر بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، معتبرا أنه من الضروري " العمل سويا على تحديد شكل هذا الحوار السياسي وأساليبه". ويشار إلى أن هذه الندوة تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من قبل بعثة المغرب لدى الاتحاد الأوروبي في إطار معرض "المغرب وأوروبا: ستة قرون في عيون الآخر" (14 أكتوبر- 14 نونبر)، وذلك بمبادرة من مجلس الجالية المغربية بالخارج ومركز الثقافة اليهودية- المغربية.